لأول مرة في تاريخ الاحتياطي الفيدرالي الممتد لمئة عام: ترامب يحاول عزل أحد الأعضاء، فهل سيتغير مسار خفض الفائدة في سبتمبر؟

المصدر: Wallstreetcn

العنوان الأصلي: تغيرات دراماتيكية قبل قرار سبتمبر: خطوة تاريخية من ترامب، وإعادة تشكيل مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي

في الأسابيع القليلة التي تسبق أول خفض محتمل لأسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي هذا العام، تعصف عاصفة سياسية غير مسبوقة بهذه المؤسسة المركزية التي تمتد لأكثر من قرن.

مركز هذه العاصفة هو الإجراء الذي اتخذه ترامب هذا الأسبوع—حيث حاول إقالة عضو مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي ليزا كوك (Lisa Cook) بتهمة الاحتيال في الرهن العقاري. هذه هي المرة الأولى منذ تأسيس الاحتياطي الفيدرالي قبل 111 عامًا التي يحاول فيها رئيس الولايات المتحدة عزل عضو مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي أثناء ولايته.

هذا الأسبوع، رفعت كوك دعوى قضائية لمنع إقالتها، وبعد انتهاء المرافعات الأولية في محكمة المقاطعة الفيدرالية في واشنطن العاصمة يوم الجمعة، لا يزال من غير المؤكد ما إذا كانت ستبقى في منصبها وما إذا كان بإمكانها التصويت في اجتماع سبتمبر.

هذه الخطوة غير المسبوقة من ترامب جعلت آفاق خفض الفائدة في سبتمبر، التي كانت شبه مؤكدة في السوق، أكثر تعقيدًا.

كان الرئيس باول قد لمح سابقًا إلى إمكانية خفض أسعار الفائدة في اجتماع 16-17 سبتمبر استجابةً لضعف سوق العمل. على الرغم من أن السوق تتوقع عمومًا أن يتم خفض سعر الفائدة من النطاق المستهدف البالغ 4.25%-4.5% بمقدار 25 نقطة أساس، إلا أن مدى الدعم لهذا القرار وكيفية تطور السياسات لاحقًا أصبحا الآن غامضين.

مسار هذه الصراع على السلطة سيحدد بشكل مباشر تشكيل مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي، وبالتالي سيؤثر على ميزان السياسات في الأشهر المقبلة وربما لفترة أطول.

1. إعادة تشكيل مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي

تكمن أهمية هذا الصراع الإداري في تأثيره المباشر على توازن القوى داخل مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي.

يتم تحديد أسعار الفائدة الأمريكية من قبل اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC)، والتي تتكون من سبعة أعضاء من مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن وخمسة رؤساء للبنوك الاحتياطية الإقليمية بالتناوب. من بينهم، يشكل الأعضاء السبعة الذين يرشحهم الرئيس ويصادق عليهم مجلس الشيوخ جوهر السلطة.

حاليًا، بالإضافة إلى باول، يضم المجلس ثلاثة مسؤولين عينتهم إدارة بايدن (بما في ذلك كوك، الذين يتفقون عادة مع باول في التصويت)، واثنين من الأعضاء الذين عينهم ترامب خلال ولايته الأولى، وقد صوت هذان الأخيران لصالح خفض الفائدة في اجتماع يوليو.

إذا حكمت المحكمة بإمكانية إقالة كوك، فإن غيابها قد يؤدي إلى توازن ثلاثي بين المعينين من قبل ترامب والمعينين من قبل بايدن (بما في ذلك باول).

وعلاوة على ذلك، أفادت التقارير أن ترامب أبلغ مستشاريه أنه إذا تم عزل كوك، فسيرشح بسرعة خلفًا لها، مما قد يمنح المعينين من قبله أغلبية أربعة مقابل ثلاثة في المجلس.

في الوقت نفسه، رشح ترامب مستشاره المقرب ستيفن ميران (Stephen Miran) لملء مقعد شاغر في المجلس، ويدعم ميران أيضًا خفض الفائدة، ومن المقرر أن تعقد جلسة الاستماع لتأكيده في لجنة البنوك بمجلس الشيوخ يوم الخميس المقبل.

إذا تم تأكيده بسرعة من قبل مجلس الشيوخ، فقد يلحق باجتماع سبتمبر. في ذلك الوقت، سيكون هناك على الأقل ثلاثة أعضاء يتفقون مع موقف ترامب، ويدعمون بقوة مطلب الرئيس بخفض الفائدة.

2. تصاعد الخلافات حول مسار أسعار الفائدة

على الرغم من وجود إجماع معين داخل FOMC على خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس على الأقل، إلا أن الخلافات الداخلية لا تزال واضحة، وقد تصبح المعارضة أمرًا معتادًا.

من ناحية، لا تزال وجهات النظر المتشددة موجودة. فقد صرح رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي، جيفري شميت (Jeffrey Schmid)، في وقت سابق من هذا الشهر: "لا يزال التضخم مرتفعًا للغاية، لذلك يجب أن تظل السياسة متشددة إلى حد ما."

من ناحية أخرى، قد يكون بعض المسؤولين الذين عينهم ترامب أكثر جرأة. ويتوقع بعض المحللين أن يدفع الأعضاء باومان أو والر إلى خفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس. على سبيل المثال، قال والر في خطابه يوم الخميس إنه إذا ضعف الاقتصاد الأمريكي بشكل كبير، فسيدعم خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس.

قال كبير الاقتصاديين الأمريكيين في دويتشه بنك، ماثيو لوزيتي (Matthew Luzzetti):

"إذا استمر هذا الوضع، سنشهد ظهور أصوات معارضة بشكل متكرر، ولن يفاجئني ذلك."

وقد تؤدي الأصوات المعارضة البارزة إلى إرباك المستثمرين الذين يحاولون التنبؤ بمسار أسعار الفائدة في المستقبل: هل سيكون باول أم معسكر ترامب المتنامي هو من سيسيطر على السياسة النقدية؟

3. باول يسعى إلى التوافق تحت الضغط

تحت ضغط سياسي من البيت الأبيض وقضية كوك القانونية، يواجه باول اختبارًا هائلًا.

قال نائب رئيس Evercore ISI، كريشنا غوا (Krishna Guha):

"سيحاول باول جعل الاجتماع القادم غير متأثر قدر الإمكان بمختلف الضغوط والمشاكل المؤسسية في الاحتياطي الفيدرالي."

الأساس الرئيسي لتعديل باول لموقفه السياسي هو تغير البيانات الاقتصادية. حتى يوليو، كان معظم مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي لا يزالون مترددين في خفض الفائدة، خوفًا من أن تؤدي سياسات البيت الأبيض المتعلقة بالتعريفات الجمركية والهجرة إلى إعادة إشعال التضخم.

ومع ذلك، في الاجتماع السنوي في جاكسون هول، قال باول إن وجهة نظره حول المخاطر قد تغيرت. وأشار إلى أنه بعد "مراجعة هبوطية حادة" في بيانات التوظيف الصادرة في أوائل أغسطس، بدا سوق العمل أكثر ضعفًا، ووجد نفسه في "توازن غريب ناجم عن تباطؤ كبير في العرض والطلب معًا".

يعتقد باول أن المخاطر الإضافية في سوق العمل توفر مبررًا لتعديل أسعار الفائدة قريبًا. قبل اجتماع سبتمبر، سيحصل الاحتياطي الفيدرالي يوم الجمعة المقبل على آخر بيانات رئيسية—تقرير الوظائف غير الزراعية لشهر أغسطس. سيكون هذا التقرير دليلاً اقتصاديًا مهمًا لباول في توجيه الاحتياطي الفيدرالي لاتخاذ القرار وسط العاصفة السياسية.