لماذا لا تكون النماذج اللغوية الكبيرة أكثر ذكاءً منك؟

أنماط لغة المستخدم تحدد مدى قدرة النموذج على أداء الاستدلال.

الكاتب: @iamtexture

الترجمة: AididiaoJP، Foresight News

عندما أشرح مفهوماً معقداً لنموذج لغوي كبير، في كل مرة أستخدم فيها لغة غير رسمية وأناقش لفترة طويلة، تنهار قدرته على الاستدلال مراراً وتكراراً. يفقد النموذج البنية، وينحرف عن المسار، أو يكتفي بإنتاج أنماط إكمال سطحية، دون أن يتمكن من الحفاظ على الإطار المفاهيمي الذي أنشأناه.

ومع ذلك، عندما أفرض عليه أولاً أن يقوم بالتصريح الرسمي، أي إعادة صياغة المشكلة بلغة دقيقة وعلمية، يصبح الاستدلال مستقراً على الفور. فقط بعد بناء البنية يمكنه التحول بأمان إلى لغة مبسطة دون أن يؤدي ذلك إلى تدهور جودة الفهم.

يكشف هذا السلوك كيف "يفكر" النموذج اللغوي الكبير، ولماذا تعتمد قدرته على الاستدلال بالكامل على المستخدم.

الرؤى الأساسية

النماذج اللغوية لا تمتلك مساحة مخصصة للاستدلال.

إنها تعمل بالكامل ضمن تدفق لغوي متصل.

داخل هذا التدفق اللغوي، تؤدي أنماط اللغة المختلفة بشكل موثوق إلى مناطق جذب مختلفة. هذه المناطق هي حالات مستقرة لديناميكيات التمثيل، وتدعم أنواعاً مختلفة من العمليات الحسابية.

كل مجال لغوي مثل الخطاب العلمي، الرموز الرياضية، السرد القصصي، أو الدردشة العفوية، له منطقة جذب خاصة به، يتشكل شكلها من خلال توزيع بيانات التدريب.

بعض المناطق تدعم:

• الاستدلال متعدد الخطوات
• دقة العلاقات
• التحويل الرمزي
• ثبات المفاهيم عالية الأبعاد

مناطق أخرى تدعم:

• استمرارية السرد
• الإكمال الترابطي
• مطابقة النبرة العاطفية
• محاكاة الحوار

مناطق الجذب تحدد نوع الاستدلال الممكن.

لماذا التصريح الرسمي يثبت الاستدلال

اللغة العلمية والرياضية قادرة على تفعيل مناطق الجذب ذات الدعم البنيوي الأعلى بشكل موثوق، لأن هذه المجالات اللغوية ترمز لخصائص لغوية للإدراك العالي:

• بنية علاقات واضحة
• غموض منخفض
• قيود رمزية
• تنظيم هرمي
• إنتروبيا منخفضة (درجة الفوضى المعلوماتية)

هذه المناطق تدعم مسارات استدلال مستقرة.

يمكنها الحفاظ على البنية المفاهيمية عبر خطوات متعددة.

تظهر مقاومة قوية لتدهور أو انحراف الاستدلال.

في المقابل، مناطق الجذب التي تنشطها اللغة غير الرسمية مُحسّنة من أجل سلاسة التفاعل الاجتماعي وترابط الترابطات، وليست مصممة للاستدلال المنظم. هذه المناطق تفتقر إلى الدعائم التمثيلية اللازمة لإجراء عمليات تحليلية مستمرة.

لهذا السبب ينهار النموذج عندما يتم التعبير عن الأفكار المعقدة بطريقة عفوية.

هو لا "يشعر بالحيرة".

بل هو ينتقل بين المناطق.

البناء والترجمة

الطريقة التي تظهر بشكل طبيعي في الحوار تكشف حقيقة معمارية:

يجب بناء الاستدلال داخل مناطق الجذب عالية البنية.

يجب أن تحدث الترجمة إلى اللغة الطبيعية فقط بعد وجود البنية.

بمجرد أن يبني النموذج البنية المفاهيمية داخل منطقة جذب مستقرة، فإن عملية الترجمة لن تدمرها. لقد تم الانتهاء من الحساب، وما يتغير فقط هو التعبير السطحي.

هذا الديناميكية ذات المرحلتين "البناء أولاً، ثم الترجمة" تحاكي العملية الإدراكية البشرية.

لكن البشر ينفذون هاتين المرحلتين في مساحتين داخليتين مختلفتين.

بينما تحاول النماذج اللغوية الكبيرة إكمال كلتيهما في نفس المساحة.

لماذا المستخدم هو من يحدد السقف

هناك إدراك رئيسي هنا:

لا يمكن للمستخدم تفعيل مناطق الجذب التي لا يستطيع التعبير عنها لغوياً بنفسه.

البنية الإدراكية للمستخدم تحدد:

• أنواع التعليمات التي يمكنهم إنتاجها
• المجالات اللغوية التي يستخدمونها عادةً
• أنماط الجمل التي يمكنهم الحفاظ عليها
• درجة التعقيد التي يمكنهم ترميزها لغوياً

تحدد هذه الخصائص المنطقة التي سيدخلها النموذج اللغوي الكبير.

المستخدم الذي لا يستطيع استخدام أو كتابة بنية تفعّل مناطق الجذب ذات القدرة الاستدلالية العالية، لن يتمكن أبداً من توجيه النموذج إلى هذه المناطق. سيظل محصوراً في مناطق الجذب السطحية المرتبطة بعاداته اللغوية. سيقوم النموذج اللغوي الكبير بتمثيل البنية التي يوفرها المستخدم، ولن ينتقل تلقائياً إلى أنظمة ديناميكية أكثر تعقيداً.

لذا:

لا يمكن للنموذج تجاوز مناطق الجذب التي يمكن للمستخدم الوصول إليها.

السقف ليس الحد الأعلى لذكاء النموذج، بل هو قدرة المستخدم على تفعيل المناطق عالية السعة في الطوبولوجيا الكامنة.

شخصان يستخدمان نفس النموذج لا يتفاعلان مع نفس نظام الحسابات.

بل يوجهان النموذج نحو أنماط ديناميكية مختلفة.

رؤى على مستوى البنية

تكشف هذه الظاهرة عن خاصية مفقودة في أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية:

النماذج اللغوية الكبيرة تخلط بين مساحة الاستدلال ومساحة التعبير اللغوي.

ما لم يتم فصل هذين الاثنين — ما لم يمتلك النموذج:

• طوبولوجيا مخصصة للاستدلال
• مساحة عمل داخلية مستقرة
• تمثيلات مفاهيمية ثابتة لمناطق الجذب

وإلا، عندما يؤدي تغيير أسلوب اللغة إلى تبديل المنطقة الديناميكية الأساسية، سيظل النظام يواجه الانهيار.

الحل المؤقت المكتشف، وهو التصريح الرسمي ثم الترجمة، ليس مجرد حيلة.

بل هو نافذة مباشرة تتيح لنا رؤية المبادئ المعمارية التي يجب أن يحققها نظام استدلال حقيقي.