ما هي خطة وول ستريت: ماذا تعني صفقة شراء Ripple بقيمة 500 مليون دولار؟

في نوفمبر 2025، أعلنت Ripple Labs عن حصولها على تمويل استراتيجي جديد بقيمة 500 مليون دولار، لترتفع قيمة الشركة إلى 40 مليار دولار. هذا هو أول تمويل علني لهذه الشركة المالية المشفرة منذ ست سنوات، وأكبر ضخ رأسمالي منذ جولة التمويل من الفئة C في 2019.

والأهم من ذلك، أن الجهات الاستثمارية وراء هذه الجولة من التمويل ليست عادية: عملاقا وول ستريت Fortress Investment Group وCitadel Securities قادا الجولة، بمشاركة مؤسسات معروفة مثل Pantera Capital، Galaxy Digital، Brevan Howard، Marshall Wace وغيرهم.

بالنسبة لأولئك الذين سمعوا عن Ripple، يمكن اعتبار هذا بمثابة "عودة قوية"—هل هذه هي نفس Ripple التي كانت غارقة في دعوى SEC، والتي اعتُبرت في وقت ما "شركة زومبي"؟

من "خبير السرد" إلى "منطقة كوارث تنظيمية"

تأسست Ripple في عام 2012، وهي واحدة من أقدم المشاريع في مجال العملات المشفرة، وتقنيتها الأساسية هي XRP Ledger، وهو دفتر حسابات لامركزي مصمم خصيصًا للمدفوعات عبر الحدود. واستنادًا إلى ذلك، طورت Ripple أنظمة للدفع والتسوية، وكان الرمز XRP قد انتشر عالميًا بين عامي 2017 و2018، ليصبح ثالث أكبر عملة من حيث القيمة السوقية بعد Bitcoin وEthereum.

ومع ذلك، مع انهيار سعر العملة وظهور حقيقة "تضخيم" الشراكات، بدأ السرد حول "شراكات Ripple المصرفية" في الانهيار.

خلال هذه الفترة، نشرت Forbes مقالاً أشار مباشرة إلى أن نموذج أعمال Ripple الأساسي قد يكون "مخطط ضخ وتفريغ": حيث تستخدم Ripple كميات ضخمة من XRP التي تملكها لشراء الشراكات وخلق وهم الازدهار، وتستخدم عبارات غامضة للتهرب من التنظيم، وهدفها النهائي ليس الترويج الحقيقي للتقنية، بل رفع قيمة الرموز التي حصلت عليها مجانًا من خلال التسويق والمضاربة، ليتمكن المطلعون في الشركة من تحقيق أرباح عند البيع.

في ديسمبر 2020، سقطت المطرقة التنظيمية.

رفعت لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) دعوى قضائية ضد Ripple بتهمة "بيع أوراق مالية غير مسجلة"، متهمة إياها بجمع أكثر من 1.3 مليار دولار بشكل غير قانوني من خلال XRP.

كانت هذه واحدة من أهم المعارك التنظيمية في صناعة العملات المشفرة.

وكانت التداعيات المترتبة على الدعوى مدمرة: قامت منصات تداول رئيسية مثل Coinbase وKraken بسرعة بشطب XRP؛ أنهى الشريك طويل الأمد MoneyGram التعاون؛ وانخفض سعر XRP بأكثر من 60% خلال الشهر التالي. لم تتضرر أعمال Ripple فحسب، بل تم إدراجها بالكامل في "القائمة السوداء التنظيمية".

تحول استراتيجي

رغم أن هذه المعركة الطويلة استنزفت ما يقرب من 200 مليون دولار من Ripple كرسوم قانونية، إلا أنها منحتها أيضًا مساحة تنفس حاسمة وبعض الأحكام القضائية المواتية، مما وفر وقتًا ثمينًا للتحول الاستراتيجي.

في عام 2024، أطلقت رسميًا العملة المستقرة RLUSD المرتبطة بالدولار الأمريكي، مع التركيز على الامتثال القانوني وخدمة المدفوعات والتسويات للمؤسسات المالية. وعلى عكس USDT وUSDC، لم تُصمم RLUSD لتكون "عملة مستقرة بين المنصات"، بل تحاول دخول أنظمة بطاقات الائتمان التقليدية وأنظمة التسوية عبر الحدود.

في عام 2025، أعلنت Ripple عن شراكات مع Mastercard وWebBank وGemini لاستخدام RLUSD في التسوية الفورية لبطاقات الائتمان، لتصبح أول عملة مستقرة على السلسلة تدخل نظام شبكات البطاقات عالميًا.

لم يفتح هذا فقط قناة تطبيق B2B للعملات المستقرة، بل مهد الطريق أيضًا لربط Ripple بالعالم المالي التقليدي.

ولبناء قدرات مالية متكاملة على السلسلة، نفذت Ripple بين عامي 2023 و2025 سلسلة من عمليات الاستحواذ الدقيقة:

• الاستحواذ على Metaco: حصلت على تقنية حفظ الأصول الرقمية المؤسسية، مما أسس لخدمة المؤسسات المالية الكبرى.

• الاستحواذ على Rail: حصلت على نظام إصدار وإدارة العملات المستقرة، مما سرّع عملية إطلاق RLUSD.

• الاستحواذ على Hidden Road: أكملت حلقة شبكة الائتمان المؤسسية وقدرات التسوية عبر الحدود.

من خلال هذه الاستحواذات، توسعت قدرات Ripple من مجرد المدفوعات عبر الحدود إلى بنية تحتية مالية متكاملة تشمل "إصدار العملات المستقرة + الحفظ المؤسسي + التسوية عبر السلاسل".

حقيقة التقييم البالغ 40 مليار دولار

ظاهريًا، يبدو أن مسار تحول Ripple يزداد اتساعًا.

لكن اللاعبين المخضرمين في أسواق رأس المال يرون مشهدًا مختلفًا تمامًا.

لفهم المنطق الحقيقي وراء هذا التمويل، يجب إدراك جوهر Ripple: "خزانة أصول رقمية ضخمة".

عند إنشاء XRP، تم إيداع 80 مليار من أصل 100 مليار رمز لدى Ripple. حتى الآن، لا تزال الشركة تحتفظ بـ 34.76 مليار رمز، وبحسب سعر السوق، فإن قيمتها الاسمية تتجاوز 80 مليار دولار—أي ضعف تقييم الشركة في التمويل.

وفقًا لعدة مستثمرين مغامرين، فإن صفقة الـ 500 مليون دولار مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بشراء XRP الذي تحتفظ به Ripple، ومن المرجح أن يكون الشراء بسعر أقل بكثير من سعر السوق الفوري.

من منظور استثماري، فإن المستثمرين يشترون أصلًا بنسبة 0.5 من mNAV (نسبة القيمة السوقية إلى صافي قيمة الأصول). حتى إذا تم تطبيق خصم سيولة بنسبة 50% على حيازة XRP، فإن قيمة هذه الأصول لا تزال تعادل تقييم الشركة.

قال شخص مطلع لـ Unchained: "حتى لو لم يتمكنوا من بناء الأعمال بنجاح، يمكنهم ببساطة شراء شركة أخرى مباشرة."

قال أحد المستثمرين المغامرين: "هذه الشركة ليس لديها أي قيمة سوى حيازتها لـ XRP. لا أحد يستخدم تقنيتهم، ولا يوجد اهتمام على الشبكة أو البلوكشين."

وأضاف أحد أعضاء المجتمع: "قد لا تكون قيمة أسهم Ripple نفسها مرتفعة، ومن المؤكد أنها لا تصل إلى 40 مليار دولار."

أحد المشاركين كشف المنطق الحقيقي: "مسار المدفوعات ساخن جدًا الآن، ويحتاج المستثمرون إلى المراهنة على عدة خيول في هذا المسار."

Ripple هي واحدة من هذه الخيول—ربما ليست الأفضل تقنيًا، لكنها تملك احتياطيًا ضخمًا من XRP.

أما بالنسبة لـ Ripple، فهذا أمر ذو فائدة مزدوجة:

• تثبيت التقييم: جعل تقييم 40 مليار دولار في السوق الخاص "رسميًا"، وتوفير معيار تسعير لخروج المستثمرين الأوائل.

• تجنب ضغط البيع: استخدام أموال التمويل في الاستحواذات، لتجنب تأثير بيع XRP على السوق.

من هذا المنظور، أصبحت قصة Ripple قصة مالية كلاسيكية: عن الأصول، عن التقييم، وعن إدارة السيولة.

من مقعد المتهم في SEC إلى قاعات اجتماعات وول ستريت، المسار الذي سلكته Ripple هو صورة مصغرة لتحول صناعة العملات المشفرة من المثالية إلى الواقعية. إذا كانت Ripple في الماضي تمثل "ذروة الاقتصاد السردي"، فإنها اليوم تظهر كيف يمكن للمشاريع، عندما ينحسر المد، أن تحقق "هبوطًا ناعمًا" بالاعتماد على قوة الأصول الأساسية.

الكاتب: Seed.eth