الجولة A لتحقيق النجاح، الجولة B للتقاعد: دورة الثراء السريع لمؤسسي العملات المشفرة

المصدر: Fortune

العنوان الأصلي: مؤسسو العملات المشفرة يزدادون ثراءً بسرعة كبيرة—مرة أخرى

الترجمة والتجميع: BitpushNews

في عالم الشركات الناشئة، اعتدنا على مثل هذه القصص: المؤسس يكافح لسنوات عديدة، وفي النهاية يصبح مليونيراً عند إدراج الشركة في البورصة أو عند الاستحواذ عليها.

هذه الأسطورة حول تكوين الثروات تتكرر أيضاً في مجال العملات المشفرة، لكن طريق الثراء هنا غالباً ما يكون أقصر بكثير.

وأبرز مثال على ذلك هو Bam Azizi. أسس شركة الدفع المشفر Mesh في عام 2020، وأكمل هذا العام جولة تمويل من الفئة B بقيمة 82 مليون دولار.

من المنطقي أن يتم استثمار هذا التمويل بالكامل في تطوير الشركة، لكن في هذه المرة ذهب ما لا يقل عن 20 مليون دولار مباشرة إلى جيب Azizi الشخصي.

هذا المال جاء من "البيع الثانوي"—حيث يشتري المستثمرون الأسهم من المؤسس أو المشاركين الأوائل الآخرين. هذا يعني أنه رغم أن مبلغ التمويل يبدو كبيراً، إلا أن المبلغ الذي يدخل فعلياً إلى حساب الشركة قد يكون أقل بكثير. ومع ذلك، بالنسبة للمؤسسين، فهم لا يحتاجون للانتظار سنوات طويلة، بل يمكنهم تحقيق الحرية المالية في لمح البصر.

قد لا يكون هذا أمراً سيئاً. أشار متحدث باسم Mesh إلى أن الشركة أبرمت شراكة مع PayPal وأطلقت محفظة AI، وأنها تشهد نمواً جيداً. لكن المشكلة تكمن في أنه خلال هذه الدورة الصاعدة الحالية، يسارع المؤسسون إلى تسييل حصصهم عبر البيع الثانوي، ويحققون أرباحاً ضخمة قبل أن تثبت الشركة قيمتها الحقيقية.

قصور بملايين الدولارات

Azizi ليس حالة فريدة. منذ بداية هذه الدورة الصاعدة العام الماضي، ارتفع سعر Bitcoin من 45,000 دولار إلى 125,000 دولار، مما خلق العديد من قصص الثراء.

في منتصف عام 2024، أكمل منصة التواصل الاجتماعي المشفرة Farcaster جولة تمويل من الفئة A بقيمة 150 مليون دولار، ذهب منها ما لا يقل عن 15 مليون دولار لشراء أسهم المؤسس Dan Romero.

هذا الموظف السابق في Coinbase لا يخفي ثروته، ففي مقابلة مع مجلة Architectural Digest، استعرض بالتفصيل قصره الفاخر في شاطئ فينيسيا بقيمة 7.3 مليون دولار، وهو مجمع مكون من أربعة مبانٍ وصفته المجلة بأنه "حديقة إيطالية الطابع".

ورغم أن الديكور كان ناجحاً للغاية، إلا أن تطور Farcaster لم يكن سلساً.

وفقاً للتقارير، لا يزال عدد المستخدمين النشطين يومياً على المنصة أقل من 5,000، وهو أقل بكثير من المنافسين مثل Zora. ولم يرد Romero على ذلك.

ومن المستفيدين أيضاً Omer Goldberg. في جولة التمويل من الفئة A لشركته الأمنية Chaos Labs هذا العام بقيمة 55 مليون دولار، حصل على 15 مليون دولار لحسابه الشخصي. هذه الشركة التي استثمرت فيها PayPal Ventures أصبحت صوتاً مهماً في مجال أمان البلوكشين، لكنها أيضاً لم تعلق على هذه الصفقة.

لماذا تقبل صناديق رأس المال المغامر بالدفع؟

وفقاً لمطلعين في الصناعة، أصبح البيع الثانوي اتجاهاً سائداً في سوق العملات المشفرة الساخن حالياً وفي مجالات مثل الذكاء الاصطناعي.

غالباً ما توافق صناديق رأس المال المغامر الكبرى مثل Paradigm وAndreessen Horowitz على شراء حصص المؤسسين من أجل الفوز بقيادة الاستثمار في المشاريع الواعدة.

بالنسبة للمستثمرين، هذا في الواقع مقامرة. الأسهم العادية التي يشترونها تمنحهم حقوقاً محدودة، وهي أقل بكثير من الأسهم الممتازة في التمويل التقليدي. لكن في صناعة اعتادت على "رسم الأحلام الكبيرة"، يبقى التساؤل ما إذا كان من الحكمة مكافأة المؤسسين الذين لم يحققوا النجاح بعد بهذه السخاء.

المراقبون المخضرمون في العملات المشفرة ليسوا غرباء عن هذا المشهد. ففي عام 2016، جمعت العديد من المشاريع مئات الملايين من الدولارات بسهولة من خلال إصدار التوكنات. وعدت هذه المشاريع بإحداث ثورة في تقنية البلوكشين وتجاوز Ethereum، لكن معظمها اختفى الآن.

حاول المستثمرون في ذلك الوقت استخدام "توكنات الحوكمة" لتقييد المؤسسين، لكن أحد المستثمرين اعترف: "قلنا إنها توكنات حوكمة، لكنها في الحقيقة لا تحكم شيئاً."

بحلول دورة الصعود الجديدة في 2021، بدأت نماذج التمويل تقترب من النمط التقليدي في وادي السيليكون، لكن ظاهرة تسييل المؤسسين لحصصهم مبكراً لا تزال قائمة.

في جولة تمويل بقيمة 555 مليون دولار لشركة الدفع MoonPay، قام المدراء التنفيذيون بتسييل 150 مليون دولار.

عندما كشفت وسائل الإعلام أن الرئيس التنفيذي اشترى قصراً في ميامي بقيمة 40 مليون دولار، كان السوق قد بدأ يبرد.

مشروع OpenSea الشهير سابقاً كان مشابهاً، حيث قام فريق المؤسسين بتسييل جزء كبير من حصصهم خلال جولات التمويل. لكن مع تراجع شعبية NFT، اضطرت الشركة الآن للبحث عن تحول في نموذج أعمالها.

"أنت تبني مجتمع إيمان"

لماذا لا تصر صناديق رأس المال المغامر على نماذج الحوافز التقليدية—بحيث يحصل المؤسسون على تلبية احتياجاتهم المالية الأساسية في جولات B أو C، لكن يجب عليهم الانتظار حتى تحقق الشركة نجاحاً حقيقياً قبل الحصول على مكافآت ضخمة؟

أشار المحامي المخضرم في المعاملات Derek Colla إلى السبب الرئيسي: معظم شركات العملات المشفرة "خفيفة الأصول"، ولا تحتاج إلى استثمارات ضخمة مثل صناعة الرقائق، لذا يذهب جزء كبير من الأموال إلى المؤسسين.

وأوضح أكثر: "هذه الصناعة تعتمد بشكل كبير على التسويق عبر التأثير، وهناك الكثير من الأشخاص المستعدين لدفع الأموال للمؤسسين. في جوهر الأمر، أنت تبني مجتمعاً قائماً على الإيمان."

قال خبير المعاملات الثانوية Glen Anderson الأمر بشكل أوضح: "في دورات الضجيج مثل الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة، طالما أنك تجيد سرد القصة، يمكنك تسييلها بسهولة." لكنه شدد على أن تسييل المؤسسين لحصصهم لا يعني بالضرورة فقدانهم الثقة في المشروع.

يعتقد المحامي Colla أن التسييل الضخم لا يقلل من حماس المؤسسين. وأخذ MoonPay كمثال، فعلى الرغم من الانتقادات التي واجهها المؤسسون بسبب شراء القصر، إلا أن أعمال الشركة لا تزال تنمو بشكل صحي. وفشل Farcaster لم يكن بسبب قلة جهد المؤسس، "لقد بذل جهداً أكبر من معظم الناس".

لكنه اعترف أيضاً بأن رواد الأعمال المتميزين يفضلون الاحتفاظ بأسهمهم على المدى الطويل لأنهم يؤمنون بأن قيمة هذه الأسهم ستتضاعف عند إدراج الشركة في البورصة. "المؤسسون العظماء لا يرغبون أبداً في البيع في السوق الثانوية"، كما لخص Colla.

في هذه الصناعة المليئة بالفرص والفقاعات، تأتي الثروة بسرعة وتذهب بسرعة أيضاً. عندما تجتاحنا موجة جديدة من تكوين الثروات، ربما يجب أن نفكر: ما هو نوع الحوافز التي يمكن أن تخلق شركات عظيمة حقاً؟