استقرّ سعر البيتكوين قرب 109,000 دولار أميركي يوم الجمعة، مدعومًا بارتفاع أسهم منطقة آسيا والمحيط الهادئ وتحسّن معنويات المستثمرين، مما ساهم في تهدئة الأسواق بعد أسبوع متقلّب للأصول الرقمية.
وفي هذا السياق، تصدّرت اليابان المكاسب الإقليمية، حيث قيّم المستثمرون مؤشرات انفراج التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين عقب محادثات رفيعة المستوى. فقد ارتفع مؤشر نيكي 225 بأكثر من 1% مسجّلًا مستوى قياسيًا، كما أضاف مؤشر توبكس 0.79% محققًا ذروة جديدة.
من جهة أخرى، دعمت الأرباح المتفائلة من أمازون وآبل العقود الآجلة لوول ستريت، بينما حام الدولار بالقرب من أعلى مستوياته في ثلاثة أشهر وسط عدم يقين بشأن وتيرة التخفيضات المقبلة لأسعار الفائدة من قِبَل الاحتياطي الفيدرالي.
وفي التفاصيل، قفزت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك بنسبة 1.2%، وارتفعت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.6%، بعدما دفعت نتائج أمازون أسهمها للارتفاع بنحو 13% بعد الإغلاق، مضيفةً أكثر من 300 مليار دولار إلى قيمتها السوقية. كما ارتفعت أسهم آبل بنسبة 2.3% بعد نتائج قوية لهاتف آيفون. وفي الوقت ذاته، واصلت أسهم ميتا ومايكروسوفت الضغط على السوق مع تقييم المستثمرين لوتيرة الإنفاق على الذكاء الاصطناعي. وقد أعلنت ست من كبريات الشركات السبع عن نتائج متباينة، فيما يُنتظر تقرير إنفيديا، أكبر شركة في العالم بقيمة 5 تريليونات دولار، الشهر المقبل.
وفي المقابل، تراجعت الأسهم الصينية في البرّ الرئيسي بعد بيانات ضعيفة لمؤشرات المصانع في أكتوبر، ما أثر سلبًا على الثقة. فقد انخفض مؤشر مديري المشتريات الرسمي إلى أدنى مستوى له في ستة أشهر عند 49 نقطة، دون التوقعات البالغة 49.6 نقطة.
أما في سوق الأصول الرقمية، فقد عكست تدفقات صناديق التداول الفورية مزاجًا حذرًا. ففي 30 أكتوبر، سجّلت صناديق تداول البيتكوين الفورية الأميركية صافي تدفقات خارجة بلغ 488 مليون دولار، دون أي تدفقات واردة إلى الصناديق الـ12 المدرجة. كما سجّلت صناديق تداول إيثيريوم الفورية تدفقات خارجة بقيمة 184 مليون دولار دون تدفقات واردة، بينما شهدت صناديق سولانا الفورية تدفقات داخلة قدرها 37.33 مليون دولار لليوم الثالث على التوالي.
وفي سياق السياسات النقدية العالمية، جاءت اجتماعات البنوك المركزية هذا الأسبوع متماشية إلى حدّ كبير مع التوقعات. إلا أن أبرز مفاجأة تمثّلت في تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، الذي عارض خفض أسعار الفائدة في ديسمبر، داعيًا المتداولين لإعادة تقييم وتيرة التيسير المنتظر.
وبحسب ريا سيغال، محللة الأبحاث في بورصة دلتا، فقد انخفض القطاع بنسبة 2.37% خلال الـ24 ساعة الماضية مع تراجع شهية المخاطرة عقب تصريحات الفيدرالي. وأوضحت: “رغم خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، خفّض المتداولون توقعاتهم لمزيد من التيسير، مما قلّل احتمالات خفض آخر في ديسمبر”. وأضافت: “في سوق المشتقات، تراجعت الفائدة المفتوحة بنحو 5%، وتحولت أسعار التمويل إلى سلبية، وهو ما يعكس زيادة مراكز البيع على المكشوف”.
وتوقعت سيغال أن يكون تقرير الوظائف الأميركية الصادر في الأول من نوفمبر هو المحفّز القادم للسوق، قائلةً: “قد تؤدي بيانات قوية من سوق العمل إلى زيادة ضغوط البيع، بينما قد يمنح أي تباطؤ العملات الرقمية دفعة إيجابية”.
وفي ضوء هذه التطورات، من المرجح أن يبقى نطاق تداول البيتكوين بين 107,000 و113,000 دولار إلى حين استقرار تدفقات صناديق التداول الفورية واختراق الأسعار الفورية مستويات المقاومة الرئيسية.
