يواصل سعر البيتكوين اكتساب زخم متزايد، متجاوزًا 116,000 دولار أميركي، حيث يستعد المتداولون في الأسواق العالمية لأسبوع حاسم يتحدد بمؤثرين رئيسيين في الاقتصاد الكلي: قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي المرتقب بشأن أسعار الفائدة، وهدنة الرسوم الجمركية المتوقعة بين الولايات المتحدة والصين.
تُظهر بيانات CryptoQuant أن حجم التداول المفتوح في مشتقات البيتكوين، وهو مقياس للقيمة الإجمالية للمراكز القائمة ذات الرافعة المالية، قد ارتفع إلى ما يقرب من 40 مليار دولار أميركي، مما يعكس تزايد المضاربة والإقبال على المخاطرة في سوق العملات الرقمية. ويأتي هذا ارتفاعًا من حوالي 33 مليار دولار أميركي الأسبوع الماضي، عندما كان سعر البيتكوين يُتداول بالقرب من 107,600 دولار أميركي.
يشير هذا الارتفاع في حجم التداول بالرافعة المالية إلى تنامي الثقة في أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيُعلن عن خفض آخر لأسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية يوم الأربعاء، مواصلاً بذلك دورة التيسير النقدي في ظل تباطؤ الاقتصاد الأميركي. ووفقًا لسوق التنبؤات Myriad، يُقدّر المتداولون احتمالية حدوث مثل هذه الخطوة بنسبة 92.6%.
وفي هذا الصدد، صرحت غرايسي تشين، الرئيسة التنفيذية لشركة بيتجيت، قائلة: “من المتوقع على نطاق واسع أن يسفر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) القادم عن خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى نطاق يتراوح بين 4.00% و4.25%، وهي خطوة أخذتها الأسواق في الحسبان بالفعل”.
وأضافت: “على الرغم من استمرار إغلاق الحكومة الأميركية الذي يُفاقم حالة عدم اليقين المالي، ينبغي أن يسير قرار الاحتياطي الفيدرالي كما هو مخطط له، لأن السياسة النقدية تعمل بشكل مستقل عن الكونغرس”.
كما أشارت تشين إلى أن رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، من المرجح أن يُلمح إلى دورة تخفيف تدريجية، مما قد يُضخ سيولة جديدة في الأسواق ويدعم الأصول الرقمية ذات المخاطر مثل بيتكوين. وأضافت: “إذا حافظت بيتكوين على سعرها فوق 112,000 دولار أميركي، فقد ترتفع إلى ما بين 118,000 و120,000 دولار أميركي بنهاية الشهر، بينما يشير ارتفاع الفائدة المفتوحة إلى ما يقارب 40 مليار دولار أميركي إلى تجدد ثقة المتداولين”.
ومع ذلك، يُحذر المحللون من أن هذا التفاؤل قد يكون له ثمن، إذ أدت مستويات الرافعة المالية العالية تاريخيًا إلى تضخيم التقلبات، خاصة خلال الإعلانات الاقتصادية الكبرى، مما يجعل الأسواق عرضة لانعكاسات حادة.
آمال التجارة تعزز المعنويات
عززت التقارير عن تقدم في مفاوضات التجارة بين الولايات المتحدة والصين ارتفاع سعر البيتكوين، حيث ارتفع لفترة وجيزة إلى أعلى مستوى له في أسبوعين عند 116,400 دولار أميركي يوم الاثنين، مع ورود أنباء عن اقتراب البلدين من التوصل إلى اتفاق تمهيدي بشأن الرسوم الجمركية قبل اجتماع يوم الخميس بين الرئيسين دونالد ترامب وشي جين بينغ.
صرحت ويني كاي، المؤسس المشارك والمدير التنفيذي للعمليات في SynFutures: “ساهم التفاؤل الأخير بشأن مفاوضات التجارة بين الولايات المتحدة والصين في تحفيز ارتفاع سعر البيتكوين خلال عطلة نهاية الأسبوع، وقد عززت مؤشرات التقدم معنويات المستثمرين تجاه المخاطرة”.
كما صرح ترامب للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية بأنه متفائل بأن الجانبين سيتوصلان إلى اتفاق، وهو تصريح ساعد الأسواق على التعافي من حالة الذعر التي أثارتها تهديداته السابقة بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الواردات الصينية اعتبارًا من 1 نوفمبر.
عقب هذه التعليقات، استعادت بيتكوين مستوى تكلفة حاملها قصير الأجل البالغ 114,000 دولار، وهو مستوى نفسي رئيسي كان بمثابة مقاومة بعد تصفية السوق بقيمة 19 مليار دولار في وقت سابق من هذا الشهر. ويقول المحللون إن الثبات فوق هذا المستوى قد يؤكد انعكاسًا صعوديًا قصير الأجل.
التوقعات: الزخم يلتقي بالحذر
بينما يبدو أن المتداولين يراهنون على سياسة تيسيرية وتخفيف التوترات الجيوسياسية، يحذر العديد من المحللين من أن الأسواق تمر بمرحلة هشة. لا يزال حجم المراكز المفتوحة لبيتكوين أقل من ذروته في 6 أكتوبر البالغة 47 مليار دولار، عندما وصلت العملة الرقمية إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 126,080 دولارًا، مما يشير إلى أن بعض المستثمرين ما زالوا حذرين بعد التقلبات الأخيرة.
مع ذلك، لا يزال مزيج التخفيضات المحتملة في أسعار الفائدة، وتخفيف التوترات التجارية، وتجدد التدفقات المؤسسية عبر صناديق التداول الفورية، يدعم السرد المتعلق بانتعاش أوسع نطاقًا للعملات الرقمية.
وكما أشارت تشين، “يعكس انتعاش البيتكوين خلال عطلة نهاية الأسبوع تحسنًا في المعنويات، حيث عززت التدفقات القوية لصناديق التداول الفورية وتخفيف التوترات التجارية الزخم”.
لا يزال من غير الواضح ما إذا كان هذا التفاؤل سيصمد بعد قرار الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء، ولكن في الوقت الحالي، من الواضح أن متداولي البيتكوين الذين يعتمدون على الرافعة المالية يتأهبون لانطلاقة قوية.
