الذهب والفضة يشهدان مجددًا تقلبات حادة بين الصعود والهبوط! مخاطر الدخول عند مستويات مرتفعة تتزايد

بسبب إغلاق الحكومة الأمريكية وضعف بيانات التوظيف في القطاع الخاص، زاد المتداولون من رهاناتهم على خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي،الذهب الفوري ارتفع مرة أخرى فوق مستوى 3890 خلال تداولات يوم الخميس، لكنه تراجع بعد ذلك بشكل مستمر، منخفضًا بأكثر من 30 دولارًا عن أعلى مستوى له خلال اليوم؛ الفضة الفورية تجاوزت 48 دولارًا للأونصة خلال التداولات، مسجلة أعلى مستوى جديد منذ مايو 2011، لكنها تبعت الذهب في الهبوط، مما محا مكاسبها اليومية.

قال مات سيمبسون، كبير المحللين في City Index: "قبل صدور تقرير الوظائف غير الزراعية، أعادت بيانات التوظيف الضعيفة من ADP إشعال رهانات السوق على خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، مما أدى إلى انخفاض سعر صرف الدولار. كما أن إغلاق الحكومة الأمريكية ساهم في دعم ارتفاع أسعار الذهب. وتُظهر أوضاع عقود الفيوتشر أن المضاربين الكبار ومديري الصناديق ما زالوا يلاحقون الارتفاع، ورغم زيادة صافي مراكزهم الطويلة، إلا أنها لم تصل بعد إلى مستويات متطرفة."

أشار سونيل كومار ديكسيت، كبير استراتيجيي التحليل الفني في SKCharting.com، إلى أنه من الناحية الفنية، لا يزال اتجاه الذهب صاعدًا، ومن المتوقع أن يواصل ارتفاعه. وتشمل عوامل الدعم: استقرار سعر الذهب فوق مستوى الدعم الفوري عند 3852 دولارًا، وتحركه ضمن قناة صاعدة قوية على الرسم البياني لأربع ساعات. ومع ذلك، لتحقيق مزيد من المكاسب، يحتاج الذهب إلى اختراق قوي والثبات فوق مستوى المقاومة الفوري عند 3898 دولارًا، وبعد الاختراق سيكون الهدف التالي عند 3914 دولارًا، ثم سيواجه تحدي مستوى 3934 دولارًا.

نظرًا لأن مؤشر القوة النسبية الشهري (RSI) بلغ 89-90، فإن الذهب لا يزال في منطقة الشراء المفرط، مما ينبه المستثمرين إلى ضرورة توخي الحذر عند المستويات المرتفعة—إذا كسر الذهب مستوى الدعم الرئيسي، فقد يؤدي ذلك بسرعة إلى ضغوط جني الأرباح، خاصة إذا ظهرت أنباء عن احتمال إنهاء إغلاق الحكومة الأمريكية، مما يدعم قوة الدولار وعوائد سندات الخزانة الأمريكية، وستكون هذه الضغوط أكثر وضوحًا.

إذا كسر الذهب مستوى 3872 دولارًا، فمن المتوقع أن يعيد اختبار نطاق 3860-3858 دولارًا؛ وإذا كسر مستوى الدعم الرئيسي عند 3852 دولارًا، فقد يهبط إلى 3845 دولارًا، وربما لاحقًا إلى نطاق 3830-3820 دولارًا.

بسبب الخلافات الحزبية، لم يتمكن الكونغرس والبيت الأبيض من التوصل إلى اتفاق بشأن التمويل، ودخل إغلاق الحكومة الأمريكية يومه الثاني. قد يؤدي هذا الإغلاق إلى تأجيل صدور العديد من المؤشرات الاقتصادية، بما في ذلك تقرير الوظائف غير الزراعية الذي كان من المقرر صدوره يوم الجمعة. وهذا يجعل الاقتصاديين والمتداولين وصناع السياسات يعتمدون بشكل أكبر على البيانات غير الحكومية، مثل تقرير ADP الصادر يوم الأربعاء، والذي أظهر انخفاض عدد الوظائف في القطاع الخاص الأمريكي في سبتمبر بمقدار 32,000 وظيفة، بينما تم تعديل بيانات أغسطس إلى انخفاض قدره 3,000 وظيفة.

زاد المتداولون من رهاناتهم على أن الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة مرتين أخريين هذا العام لدعم سوق العمل الضعيف باستمرار. عادةً ما تؤدي تكاليف الاقتراض المنخفضة إلى دعم الذهب الذي لا يدر عائدًا؛ وفي الوقت نفسه، عندما يضعف الدولار، تصبح أسعار الذهب أرخص لمعظم المشترين.

وفقًا لأداة FedWatch Tool التابعة لبورصة شيكاغو التجارية (CME)، يعتقد المتداولون أن احتمال قيام الاحتياطي الفيدرالي بخفض سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 25 نقطة أساس هذا الشهر يقترب من 100%.

ذكرت Goldman Sachs في تقرير: "بسبب زيادة المراكز المضاربية وارتفاع حيازات صناديق ETF الغربية بشكل يفوق التوقعات، فإن توقعاتنا بوصول سعر الذهب إلى 4000 دولار للأونصة بحلول منتصف 2026، و4300 دولار للأونصة في ديسمبر 2026، تواجه مخاطر صعودية متزايدة."

أظهر إعلان صندوق SPDR Gold Trust، أكبر صندوق ETF للذهب في العالم، أن حيازاته ارتفعت يوم الأربعاء بنسبة 0.59% مقارنة بيوم الثلاثاء، لتصل إلى 1018.89 طن، وهو أعلى مستوى منذ يوليو 2022.

أظهرت بيانات جمعتها Bloomberg أن صافي التدفقات الشهرية إلى صناديق ETF الذهبية في سبتمبر كان الأعلى خلال ثلاث سنوات. كما زاد المستثمرون الصينيون من حيازاتهم في صناديق ETF الذهبية: حيث شهدت أربعة من أكثر صناديق ETF الذهبية شعبية في الصين تدفقات نقدية داخلة الشهر الماضي.

في الوقت نفسه، لا يزال بعض صناع السياسات في الاحتياطي الفيدرالي متحفظين بشأن مسار أسعار الفائدة. قال رئيس الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، غولسبي، يوم الأربعاء إنه يزداد قلقًا بشأن التضخم، مما يجعله يميل إلى "توخي الحذر" فيما يتعلق بخفض أسعار الفائدة.