تواصل شركة ريبل توطيد علاقاتها مع المؤسسات المالية الكبرى من خلال تقديم تقنياتها المتقدمة لحفظ وإدارة الأصول الرقمية. وقد تجسدت هذه الجهود مؤخرًا في شراكة استراتيجية مع بنك بي بي في إيه (BBVA) الإسباني، لتعزيز قدرات البنك في تقديم خدمات العملات الرقمية لعملائه بطريقة آمنة ومتوافقة مع المعايير التنظيمية.
أعلنت “ريبل” عن توقيع اتفاقية مع بنك بي بي في إيه لتوفير تقنيتها المؤسسية لحفظ الأصول الرقمية، بما يدعم عمليات البنك المتنامية في مجال العملات الرقمية. ووفقًا للإعلان، سيستخدم البنك خدمة ريبل لحفظ الأصول لإدارة حيازات بيتكوين وإيثيريوم لعملائه الأفراد في إسبانيا.
وتأتي هذه الخطوة بعد أن أطلق البنك بالفعل خدمة تداول وحفظ الأصول الرقمية في وقت سابق من هذا العام، ما يعكس اهتمامه المتزايد بتوسيع عروضه الرقمية. وتمكّن تقنية ريبل لحفظ الأصول البنوك من تقديم خدمات عملات رقمية آمنة ومتوافقة مع المعايير، مع الحفاظ على الكفاءة التشغيلية.
وفي هذا الصدد، صرّح رئيس قسم الأصول الرقمية في بنك بي بي في إيه، “فرانسيسكو ماروتو”، بأن هذه الشراكة تمكّن البنك من تقديم تجربة حفظ شاملة لعملائه باستخدام “تقنية مُجربة وموثوقة”، مؤكدًا أهمية الشراكة في ضمان الأمان والكفاءة في إدارة الأصول الرقمية.
وليس هذا التعاون الأول بين الشركتين؛ فقد سبق أن تعاونت ريبل وBBVA في سويسرا وتركيا، وشاركتا في مشاريع المدفوعات الفورية العابرة للحدود، مما يعكس تاريخًا من الشراكات المثمرة في مختلف الأسواق.
من جانبها، قالت المديرة الإدارية لشركة ريبل في أوروبا، “كاسي كرادوك”: “بعد ترسيخ لائحة أسواق الأصول الرقمية (MiCA) التابعة للاتحاد الأوروبي، تشجّعت البنوك الأوروبية على إطلاق عروض الأصول الرقمية التي يطلبها عملاؤها”، مشيرةً إلى أن التنظيمات الجديدة عززت من ثقة البنوك في دمج العملات الرقمية ضمن خدماتها.
وتتزامن هذه الخطوة مع توجهات أوسع في أوروبا، حيث تسعى البنوك الكبرى إلى تطوير خدمات الأصول الرقمية. ففي يوليو، أفادت تقارير بأن دويتشه بنك يخطط لإطلاق خدمات حفظ العملات الرقمية للعملاء بحلول عام 2025، بينما يعمل كل من ستاندرد تشارترد وبورس شتوتغارت للحفظ الرقمي على تطوير عروض مماثلة في جميع أنحاء القارة.
وفي الشهر الماضي، ارتبط اسم BBVA أيضًا بمنصة “بينانس”، حيث أفادت التقارير بأن البنك يعمل كوصي مستقل لعملاء المنصة، مما يعكس الدور المتنامي للمؤسسات المالية التقليدية في دعم البنية التحتية للعملات الرقمية.
ويؤكد هذا التعاون الموسع بين ريبل وBBVA كيف يمكن للمؤسسات المالية الخاضعة للتنظيم دمج خدمات العملات الرقمية بسرعة، بالاعتماد على شركاء البنية التحتية لضمان الامتثال وقابلية التوسع في بيئة ما بعد MiCA. وفي سياق متصل، وسّعت ريبل نطاق عملتها المستقرة المدعومة بالدولار الأميركي، ريبل دولار (RLUSD)، لتشمل القارة الأفريقية، من خلال شراكات مع منصات التكنولوجيا المالية مثل تشيبر كاش، وفالر، وييلو كارد، مما يتيح وصولًا منظمًا إلى الدولار الرقمي للمستخدمين المؤسسيين.
هذا وأُطلقت RLUSD في أواخر عام 2024 عبر شركة ائتمان مقرها نيويورك، خاضعة لإدارة الخدمات المالية بالولاية، وتجاوز حجم المعروض منها 700 مليون دولار على شبكتي إيثريوم وXRP Ledger. وإلى جانب المدفوعات، تلعب RLUSD دورًا في تطبيقات واقعية؛ ففي كينيا، تجري شركة ميرسي كوربس فينتشرز تجربة للعملة المستقرة في برامج التأمين ضد مخاطر المناخ، حيث يُحفظ RLUSD في حساب ضمان ويُصدر تلقائيًا عند رصد بيانات الأقمار الصناعية لظروف الجفاف، مع وجود مبادرة أخرى للتأمين ضد هطول الأمطار تُصرف فيها الأموال عند الأحوال الجوية القاسية.
وفي يوليو، أعلن بنك العملات الرقمية AMINA، ومقره زوغ، عن دعمه لعملة الريبل المستقرة RLUSD، مقدمًا في البداية خدمات الحفظ والتداول، ليصبح بذلك أول بنك عالمي يدعم العملة المستقرة بشكل مباشر، مع خطط لتوسيع خدماته في الأشهر المقبلة وفق بيان لموقع Cryptonews.
