تواصل شركة ميتابلانيت تعزيز رهاناتها على بيتكوين، مؤكدةً على تحوّل العملات الرقمية من مجرد أدوات استثمارية إلى عناصر استراتيجية ضمن خزائن الشركات الكبرى عالميًا. يأتي ذلك في إطار موجة عالمية تشهد تبني الشركات لبيتكوين بشكل متزايد، ليس فقط في الولايات المتحدة، بل في الأسواق الآسيوية أيضًا.
تراهن ميتابلانيت بشكل أكبر على بيتكوين بعد أن أبرمت الشركة المدرجة في بورصة طوكيو صفقة بيع أسهم بقيمة 1.45 مليار دولار أميركي يوم الثلاثاء، مسجلةً بذلك إحدى أكبر عمليات تحويل خزينة الشركات في اليابان حتى الآن.
تم تسعير الطرح الدولي للأسهم رسميًا عند 553 ينًا يابانيًا للسهم (ما يعادل 3.73 دولار أميركي)، وسيُصدر 385 مليون سهم، ليجمع إجماليًا قدره 212.9 مليار ين ياباني (1.45 مليار دولار أميركي). وسيُخصص صافي العائدات، البالغ نحو 204.1 مليار ين ياباني (1.39 مليار دولار أميركي)، بالكامل تقريبًا لشراء بيتكوين، منها 183.7 مليار ين ياباني (1.25 مليار دولار أميركي) مخصصة للمشتريات و20.4 مليار ين ياباني (139 مليون دولار أميركي) لعمليات توليد الدخل، وفقًا للإشعار الذي يحدد سعر الإصدار.
في الإشعار نفسه، أكدت الشركة مبرراتها لشراء بيتكوين، مشيرةً إلى “ارتفاع مستويات الدين الوطني، وأسعار الفائدة الحقيقية السلبية المطولة، والانخفاض المستمر في قيمة الين” كعوامل رئيسية دفعتها للبدء في تجميع هذه العملة الرقمية في أبريل من العام الماضي.
ويأتي بيع الأسهم عقب تصويت المساهمين في الأول من سبتمبر في طوكيو، والذي وافق على إصدار خارجي لما يصل إلى 550 مليون سهم جديد، إلى جانب الأسهم الممتازة، بعد انخفاض سعر سهم ميتابلانيت بنسبة 54% منذ منتصف يونيو. ويُعد هذا الإيداع الأخير خطوة حاسمة تُحول موافقة المساهمين إلى تنفيذ رسمي، منهية بذلك صيفًا مضطربًا من ضغوط التمويل وانهيار سعر السهم.
هذا وتمتلك ميتابلانيت حاليًا 20,136 بيتكوين، بقيمة تُقدر بحوالي 2.25 مليار دولار، بعد أحدث عملية شراء لها لـ136 بيتكوين والتي تم الكشف عنها مؤخرًا. وبفضل هذه الحيازات، تحتل الشركة المرتبة السادسة بين أكبر الشركات المساهمة العامة عالميًا من حيث ملكية بيتكوين، متخلفةً عن شركات مثل ستراتيجي وماراثون وتوينتي ون، ومتقدمةً على تيسلا وكوين بيس ومجموعة ترامب للإعلام والتكنولوجيا.
ورغم أنها لا تزال متأخرة عن بعض المنافسين، تُعد خطوة ميتابلانيت “إشارةً من اليابان على انتشار تبني الشركات لبيتكوين عالميًا، وليس فقط في الأسواق الأميركية”، وفقًا لدان داديبايبو، رئيس قسم الأبحاث والاستراتيجيات في محفظة أنستوبابل، لموقع ديكريبت. وأضاف داديبايبو أن سندات بيتكوين للشركات “تتحول من مرحلة التجربة إلى استراتيجية ميزانية عمومية قائمة”، مؤكدًا أنه مع “قواعد المحاسبة الجديدة وتطبيع صناديق الاستثمار المتداولة”، يتوقع أن تحتفظ الشركات المساهمة العامة “بأكثر من مليون بيتكوين بحلول نهاية العام”.
كما أشار إلى أن بحلول عام 2027، قد تلحق المزيد من الشركات حذو ميتابلانيت في التعامل مع بيتكوين كـ”ذهب رقمي”. وأضاف: “كل هذه التطورات تتكشف على خلفية صندوق iShares Bitcoin Trust (IBIT) التابع لشركة BlackRock، والذي أصبح أكثر صناديق التداول الفورية ربحية للشركة، محققًا إيرادات رسوم تتجاوز حتى إيرادات صندوقها الرائد في مؤشر S&P 500 (IVV). ويُعد IBIT أيضًا أسرع صناديق التداول الفورية نموًا في التاريخ، بعد أن تجاوزت أصوله المُدارة 80 مليار دولار، في ما يزيد قليلًا عن عام من التدفقات الداخلة التي تجاوزت 52 مليار دولار”.
مع تنفيذ شروط الطرح، يُرسخ حجم جمع ميتابلانيت مكانتها في النقاش العالمي حول بيتكوين، ويعكس بوضوح التوجه نحو دمج العملات الرقمية في الاستراتيجيات المالية التقليدية. وقال داديبايبو: “من صناديق التقاعد إلى صناديق التحوط، أصبح التوجه واضحًا: دمج أعمق لبيتكوين ضمن التمويل التقليدي”، مؤكدًا أن هذه الخطوات تمثل تحولًا مهمًا في اعتماد الشركات الكبرى على الأصول الرقمية كجزء من استراتيجياتها المالية.
