تمتلك Nvidia سيولة نقدية بقيمة 57 مليار دولار، وول ستريت تقدم اقتراحات حول كيفية إنفاق هذا المبلغ

شركة Nvidia قد جمعت احتياطي نقدي بقيمة 57 مليار دولار، ولا تزال هذه القيمة في تزايد مستمر. وقد أعلنت شركة تصنيع الرقائق الأسبوع الماضي عن زيادة برنامج إعادة شراء الأسهم ليصل إلى مستوى قياسي قدره 60 مليار دولار، مما أثار من جديد نقاشاً في وول ستريت حول مدى معقولية هذا الإجراء لشركة تبلغ قيمتها السوقية 4 تريليونات دولار.

في النصف الأول من السنة المالية الحالية، أعادت Nvidia شراء أسهم بقيمة 24.3 مليار دولار. وتعد هذه الموافقة الجديدة بقيمة 60 مليار دولار توسعة لخطة إعادة الشراء السابقة البالغة 50 مليار دولار في العام الماضي، والتي كانت بالفعل ضعف خطة العام الذي سبقها البالغة 25 مليار دولار.

عندما تم الإعلان عن خطة إعادة الشراء البالغة 50 مليار دولار العام الماضي، كان المحللون منقسمين حول مدى معقوليتها. أما الآن، فإن الخطة الجديدة بقيمة 60 مليار دولار تثير نقاشاً أعمق. وأوضح بول ميكس، المدير العام في Freedom Capital Markets، أنه لا يؤيد قيام شركات التكنولوجيا ذات النمو المرتفع بإعادة شراء الأسهم، خاصة تلك التي لديها إمكانيات نمو مرتفعة مستمرة.

قال ميكس: "تدفق Nvidia النقدي قوي للغاية"، مشيراً إلى أن الإنفاق الرأسمالي للشركة ليس مرتفعاً، كما أنها تعزز التدفق النقدي الحر من خلال الاستحواذات الاستراتيجية. وبالنسبة لإعادة شراء الأسهم، يفضل ميكس عادة أن تستثمر الشركات أموالها في مجالات أخرى، مثل تطوير خطوط إنتاج جديدة، "لأن هذه الاحتياطيات ستكون حاسمة عندما يتباطأ بناء البنية التحتية للذكاء الاصطناعي".

وأشار ميكس إلى أن إطلاق Nvidia الأخير لجهاز الكمبيوتر الروبوتي Jetson Thor بمعمارية Blackwell بسعر 3500 دولار، يدل على أن الشركة "تسعى بوضوح لتكون القائد في مجال الذكاء الاصطناعي الفيزيائي كما وصفها Jensen Huang". وبالنسبة لشركة بقيمة سوقية 4 تريليونات دولار، يرى ميكس أن إعادة الشراء "تأثيرها محدود"، رغم أنها قد تساعد في تجنب تخفيف حقوق الملكية الناتج عن تنفيذ خيارات الأسهم للموظفين.

قال: "في مثل هذه الحالة، أفضل أن تُستخدم الأموال في مجالات أخرى". كما أن الموافقة الأخيرة على إعادة شراء بقيمة 60 مليار دولار ليس لها حد زمني، ما يجعل ميكس يعتقد أن الشركة ربما "تقوم بذلك كعرض فقط — لأن حجم الشركة ضخم جداً، وحتى مع تنفيذ إعادة الشراء، لن ينخفض عدد الأسهم المتداولة بشكل ملحوظ". وأضاف أن Nvidia ربما تريد أن توضح: حتى مع اقتراب سعر السهم من أعلى مستوياته التاريخية، "ما زلنا نرى مجالاً للارتفاع".

لطالما كان ميكس قلقاً من أن الشركات التي تقوم بإعادة شراء أسهم ضخمة قد تفتقر إلى خطوط تطوير قوية بما فيه الكفاية. "ربما المثال الأوضح الآن هو Apple"، كما أشار. فقد شهدت هذه الشركة العملاقة تباطؤاً في نمو الإيرادات على مدى أربع سنوات، لكنها لا تزال تحقق نمواً مزدوج الرقم في ربحية السهم من خلال تقليل عدد الأسهم المتداولة عبر إعادة الشراء، "ومن خلال هذا الإجراء وحده يمكنها تحقيق نمو بنسبة 5% إلى 6%". في مايو من هذا العام، وافق مجلس إدارة Apple على خطة إعادة شراء أسهم عادية إضافية بقيمة 100 مليار دولار، بعد خطة إعادة شراء بقيمة 110 مليار دولار تم إطلاقها العام الماضي.

قال ميكس: "آمل أن يكون لدى Nvidia بالفعل خطط منتجات"، سواء في مجال القيادة الذاتية أو الروبوتات. من ناحية أخرى، يرى لويس نافيلير، مؤسس شركة إدارة الأصول Navellier & Associates، أن إعادة شراء Nvidia للأسهم خطوة حكيمة — خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية وعدم اليقين بشأن الأعمال في الصين، مما أدى إلى تراجع سعر السهم. وكشف نافيلير أن Nvidia هي واحدة من أكبر ممتلكاته.

بعد إعلان Nvidia عن نتائج الربع المالي الثاني، تراجع سعر السهم قليلاً. ويُعتقد أن أداء قطاع مراكز البيانات الذي جاء أقل من التوقعات، وقرار عدم تضمين السوق الصينية في التوجيهات المالية للربع المنتهي في أكتوبر، كانا من أسباب هذا التراجع. وكان المستثمرون يتوقعون أن توضح الشركة سياستها بعد أن منعت إدارة ترامب فعلياً بيع شريحة H20 للعملاء الصينيين في بداية هذا الربع. وفي وقت سابق من هذا الشهر، لمحت الحكومة الأمريكية إلى إمكانية رفع الحظر إذا شاركت Nvidia جزءاً من إيراداتها مع الولايات المتحدة — لكن المديرة المالية كوليت كريس قالت في مكالمة الأرباح إن "الحكومة الأمريكية لم تصدر بعد لوائح تنظم مثل هذه المتطلبات".

وأوضحت كريس أنه بسبب استمرار "المشاكل الجيوسياسية"، لم يتم احتساب إيرادات شريحة H20 في التوجيهات المالية، لكن إذا هدأت التوترات، يمكن شحن شرائح H20 بقيمة تتراوح بين 2 مليار و5 مليارات دولار في هذا الربع. وذكر نافيلير أن خطة إعادة الشراء بقيمة 60 مليار دولار قد تعكس ثقة الشركة بنفسها. "استمرار مجلس الإدارة في الموافقة على إعادة الشراء وتوسيع نطاقها هو إشارة جيدة". وبالإضافة إلى التدفق النقدي القوي، أشار نافيلير إلى أن Nvidia لديها هامش تشغيلي "مذهل". ورغم أن الهامش يتقلص، "إلا أنه ينخفض من مستوى مرتفع بلغ 70%"، على حد قوله.

قال أنجيلو زينو، محلل الأسهم في CFRA Research، إن فريقه يعتقد أنه مع استمرار تباطؤ معدل النمو وتحسن التدفق النقدي الحر، "ستصبح إعادة النقد إلى المساهمين محور اهتمام المستثمرين تدريجياً". وبالنظر إلى أن Nvidia من المتوقع أن تحقق أكثر من 100 مليار دولار من التدفق النقدي الحر خلال الاثني عشر شهراً القادمة، قال زينو في تعليق مكتوب إن الشركة المصنعة للرقائق "ستمتلك سيولة إضافية للاستثمار في المجالات التي تراها فرصاً".

شارك جيل لوريا، رئيس أبحاث التكنولوجيا في D.A. Davidson، وجهة نظر مماثلة حول فرص الاستثمار لدى Nvidia. "بما أنهم استثمروا بالفعل في النمو، وقدرتهم على الاستحواذ على شركات أخرى محدودة للغاية، أصبحت إعادة شراء الأسهم وسيلة مهمة لتوظيف رأس المال المتاح"، كما قال لوريا في تعليق مكتوب.

قال دان أوبراين، المدير التنفيذي للعمليات في Futurum Group، إن نمو التدفق النقدي الحر الحالي والمستقبلي لدى Nvidia يعني أن الشركة "يجب أن تتخذ بعض الإجراءات، لأن المساهمين لن يرغبوا في رؤية مبالغ ضخمة من النقد راكدة في الميزانية العمومية وتحقق فقط سعر الفائدة في السوق". وأضاف أن إعادة شراء الأسهم والاستثمار في الأسواق الخاصة هما "الخياران الأكثر منطقية" لتخصيص رأس المال في الشركة. وبالنظر إلى أن توقعات وول ستريت بشأن أعمال Nvidia وتوجيهاتها لا تزال مرتفعة، يرى أوبراين أنه "لا توجد طريقة أفضل لإظهار ثقة الإدارة في إمكانات النمو طويل الأجل للأعمال" — مما يشير إلى أنهم يعتقدون أن السهم لا يزال مقوماً بأقل من قيمته الحقيقية على المدى الطويل.