كم عدد العملات المشفرة التي اختفت فعلياً بين عامي 2021 و2025؟

منذ عام 2021، شهدت صناعة العملات الرقمية طفرة غير مسبوقة في المشاريع الجديدة وإطلاق الرموز. مدفوعة بخوف المستثمرين من فوات الفرصة، وانخفاض أسعار الفائدة، وصعود NFTs وDeFi، دخلت آلاف العملات الجديدة إلى السوق مع حالات استخدام فريدة. ارتفعت تقييمات السوق، حيث وصلت بعض الرموز إلى قيم سوقية بمليارات الدولارات خلال أشهر من إطلاقها.

ومع ذلك، انتهت دورة الضجيج في النهاية بتصحيح قاسٍ. مع تراجع معنويات السوق وجفاف السيولة، فشلت العديد من المشاريع في الوفاء بوعودها. أدت الأسس الضعيفة، وسوء الإدارة، والاحتيالات الصريحة إلى انهيار أو التخلي عن عدد لا يحصى من الرموز، مما حولها إلى ما يسمى عملات رقمية ميتة.

تتبع هذه المشاريع الرقمية الفاشلة أمر بالغ الأهمية لكل من المستثمرين والصناعة، حيث يساعد في تحديد العلامات الحمراء، وتحسين ممارسات العناية الواجبة، وتوجيه تخصيص رأس المال المستقبلي نحو الابتكارات المستدامة بدلاً من الضجيج قصير الأجل.

ما هي العملة الرقمية "الميتة"؟

العملة الرقمية الميتة هي عملة مشفرة توقفت فعليًا عن العمل كمشروع نشط أو أصل سوقي. بعض المعايير الشائعة لتصنيف العملة كميتة تشمل:

• إزالتها من منصات التداول الرئيسية، مما يزيل معظم قنوات التداول.
• الجمود الطويل على القنوات الرسمية لوسائل التواصل الاجتماعي، مما يشير إلى غياب التفاعل المجتمعي أو تحديثات المطورين.
• مستودعات GitHub أو قواعد الشيفرة المهجورة، مما يوحي بأن فريق التطوير لم يعد يدعم أو يطور المشروع.
• حجم تداول شبه معدوم لفترة طويلة، ما يعني وجود طلب أو سيولة شبه معدومة للعملة. 

لا يشترط أن تحقق العملة جميع هذه المعايير لتعتبر ميتة، لكن اجتماع هذه العوامل يشير إلى فقدانها للدعم الفني وثقة السوق.

تحليل سنوي: من 2021 إلى 2025

إليكم قائمة العملات الرقمية الميتة حسب السنة، بين 2021 و2025:

عدد حالات فشل العملات الرقمية حسب السنة، بين 2021 و2025. المصدر: Coingecko

دراستان حاليتان: Squid Game Token و TerraUSD (UST)

في أواخر عام 2021، Squid Game Token (SQUID) حظيت باهتمام بسبب ارتباطها بمسلسل Netflix الشهير Squid Game. روّج لها المطورون كمشروع "اللعب من أجل الربح"، مع وعود بعوائد كبيرة للمستثمرين. 

لكن بعد الإطلاق بفترة وجيزة، قام المطورون بعملية "سحب البساط"، حيث باعوا رموزهم فجأة مما أدى إلى انهيار القيمة من أكثر من $2,800 إلى ما يقارب الصفر. تم التخلي عن المشروع وخسر المستثمرون أموالهم.

وبالمثل، كانت Terra (LUNA) عملة رقمية معروفة انهارت في مايو 2022. كان عملتها المستقرة الخوارزمية TerraUSD (UST) مصممة للبقاء مرتبطة بالدولار الأمريكي عبر نظام سك وحرق مع LUNA.

حدث الانهيار على ثلاث مراحل: أولاً، أدت عمليات السحب والتداولات الكبيرة إلى كسر ربط UST، مما جعلها غير مستقرة. ثانيًا، محاولات استعادة الربط، بما في ذلك تبديل مليارات من USDT وبيع احتياطيات Bitcoin، أبطأت التراجع مؤقتًا لكنها فشلت في النهاية. 

مع كسر الربط، بدأ حاملو UST في حرق UST لسَك LUNA، مما أدى إلى تضخم مفرط هائل. تسبب ذلك في انهيار كل من UST وLUNA إلى ما يقارب الصفر، مما أدى إلى خسائر بمليارات الدولارات للمستثمرين.

هاتان الدراستان هما مجرد مثالين من بين العديد من العملات التي ماتت خلال السنوات الخمس الماضية. بعد استعراضهما، دعونا نلقي نظرة على الأسباب الشائعة لانهيار العملات. 

الأسباب الرئيسية لانهيار العملات

نادراً ما تختفي العملات الرقمية الميتة دون قصة. معظمها تنهار بسبب مزيج من التخطيط السيء، والسلوك غير الأخلاقي، أو الضغوط الخارجية التي تقضي على أي ثقة أو قيمة متبقية.

• عمليات السحب الاحتيالية ومخططات بونزي

تحدث عملية السحب الاحتيالي عندما يسحب مطورو المشروع فجأة كل السيولة أو الأموال، تاركين المستثمرين مع رموز عديمة القيمة. غالبًا ما تبدأ هذه الاحتيالات بتسويق عدواني، وشراكات وهمية، ووعود غير واقعية لجذب المشترين بسرعة. 

أما مشاريع العملات الرقمية على نمط بونزي، فتعتمد على أموال المستثمرين الجدد لدفع أرباح للمشاركين السابقين، مما يخلق وهم العوائد المستمرة حتى ينهار النظام في النهاية.

ذو صلة: هل يمكن لمنتجات التأمين DeFi حل مشكلة السحب الاحتيالي؟  

• تخلي الفرق عن المشاريع بعد جمع الأموال

بعض المشاريع تجمع ملايين الدولارات من خلال بيع الرموز، لكن يختفي الفريق المؤسس بمجرد حصوله على رأس المال. بدون تطوير مستمر أو تحديثات أو دعم مجتمعي، يفقد الرمز كل غرض. 

في كثير من الحالات، حتى الفرق ذات النوايا الحسنة تتخلى عن المشروع بعد نفاد الأموال أو إدراك عدم جدوى المنتج.

• اقتصادات رمزية أدت إلى تضخم غير مستدام أو انعدام الطلب

يمكن أن تؤدي اقتصادات الرموز المصممة بشكل سيء إلى غرق المشروع أسرع من أي دعاية سلبية. على سبيل المثال، إذا تم إصدار عدد كبير من الرموز بسرعة كبيرة، يمكن أن يؤدي التضخم إلى تآكل القيمة قبل بدء التبني. 

وعلى العكس، الرموز التي تفتقر إلى فائدة واضحة أو محفزات للطلب تفقد أهميتها بسرعة في السوق. تتطلب اقتصادات الرموز المستدامة جداول إصدار متوازنة، وحالات استخدام واضحة، وحوافز للاحتفاظ بدلاً من البيع السريع.

اقرأ أيضاً: لماذا تعتبر اقتصادات الرموز مهمة في مشاريع العملات الرقمية  

• عوامل خارجية: الاختراقات، التشديدات التنظيمية، انهيار السوق

حتى المشاريع الشرعية يمكن أن تموت بسبب أحداث خارجة عن إرادتها. يمكن أن يؤدي اختراق كبير إلى استنزاف السيولة أو تقويض ثقة المستثمرين، بينما قد تجبر الحظر التنظيمية المفاجئة المنصات على إزالة الرمز. 

يمكن أن تؤدي الانهيارات السوقية الشاملة، مثل تلك التي حدثت في 2018 أو 2022، إلى القضاء على العملات الميتة ذات الاحتياطيات الضعيفة أو التبني المحدود، مما يجعلها غير قادرة على التعافي.

ذو صلة: أكبر عمليات الاختراق والاستغلال في تاريخ DeFi وما يمكن أن نتعلمه منها

• ضعف التفاعل والتواصل مع المجتمع

غالبًا ما تعتمد بقاء مشاريع العملات الرقمية على قدرتها في إبقاء المجتمع على اطلاع وتفاعل. عندما يفشل المطورون في التواصل بشأن التحديثات أو الاستجابة للمخاوف أو تحقيق الإنجازات الموعودة، تتآكل ثقة المستثمرين. 

مع مرور الوقت، يؤدي انخفاض معنويات المجتمع ومشاركته إلى انخفاض السيولة، وتراجع النشاط على الشبكة، وفي النهاية إزالة العملة من منصات التداول.

ماذا يعني ذلك لمستقبل الابتكار في العملات الرقمية

مع تحسن التنظيم وزيادة وعي المستثمرين، قد ترتفع معدلات بقاء العملات الرقمية. يمكن للقواعد الأكثر وضوحًا تصفية الاحتيالات، بينما يتجنب المستثمرون المطلعون المشاريع التي تعتمد على الضجيج فقط. قد يؤدي هذا التحول إلى خلق سوق أكثر أمانًا حيث تزدهر المشاريع الموثوقة والمدارة جيدًا.

سيعتمد بقاء المشاريع على العناية الواجبة، والفائدة الحقيقية، والمجتمعات القوية. المشاريع التي تقدم حلولاً حقيقية وتطويرًا نشطًا هي الأكثر احتمالاً للبقاء، مما يدفع الصناعة نحو عدد أقل من العملات الرقمية ولكن أكثر مرونة مبنية على الاستدامة والثقة.