200 يوم لرئيس البيتكوين، هل فترة ترامب الثانية تستحق الاحتفال أم تدعو للقلق؟

يمكنك تقديم خدماتك في "عاصمة التشفير العالمية" هذه، لكن قد لا تتمكن من رؤية هذا العالم إلا من داخل السجن.

الكاتب: L0La L33Tz

الترجمة: AididiaoJP، Foresight News

ترامب بعيد كل البعد عن كونه "رئيساً صديقاً للبيتكوين". فعلى الرغم من أن لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) قد تخلت عن بعض القضايا الأكثر تطرفاً، إلا أن بناء تقنيات غير وصائية ومعززة للخصوصية في الولايات المتحدة لا يزال ينطوي على مخاطر قانونية. ربما يمكنك تقديم خدماتك في هذه "عاصمة التشفير العالمية"، لكن قد لا تتمكن من رؤية هذا العالم إلا من داخل زنزانة السجن.

تولى دونالد ترامب منصب الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة في 20 يناير 2025. ومع مرور أكثر من 200 يوم على ولايته، يبدو أنه الوقت المناسب لمراجعة كيف مهد هذا "رئيس البيتكوين" الطريق أمام الولايات المتحدة لتصبح ما يدعيه "عاصمة التشفير العالمية"، وإلى أين سنتجه في المستقبل.

أولاً، خلال فترة ترامب الثانية، حصل العديد من المشاركين البارزين في الصناعة الذين واجهوا مشاكل قانونية تحت إدارة سلفه على نتائج إيجابية.

توصل مؤسس Terra/Luna Do Kwon إلى اتفاق اعتراف بالذنب مع وزارة العدل، حيث أُدين فقط في تهمتين من أصل تسع تتعلق بخسارة المستثمرين أكثر من 40 مليار دولار خلال أيام قليلة. كما ألغت محكمة الاستئناف الثانية إدانة مدير المنتجات السابق في OpenSea Nathan Chastain بتهمة التداول من الداخل. وتخلت لجنة الأوراق المالية والبورصات (SEC) عن دعاواها ضد بورصتي العملات المشفرة Gemini وCoinbase، وعلقت دعواها ضد Binance، ويقال إنها أنهت تحقيقاتها مع Consensys وRobinhood وUniswap.

وفي الوقت نفسه، لم يكن مؤسس Tron Justin Sun يواجه فقط اتهامات من لجنة الأوراق المالية والبورصات (SEC) بتقديم أوراق مالية غير مسجلة، بل كان أيضاً هدفاً لتحقيق من وزارة العدل (DOJ)، لكنه الآن يتناول العشاء مع الرئيس.

أما على صعيد التنظيم، فقد تحسنت الأمور أيضاً، فمن Ripple إلى ولاية Wyoming، الجميع (والأطراف ذات الصلة) يعلنون عن خطط لإصدار عملات مستقرة، وذلك بفضل التشريع الوحيد الذي أصبح قانوناً حتى الآن: "GENIUS Act". وعلى الرغم من أننا لا نزال لا نعرف كم تمتلك الحكومة الأمريكية من البيتكوين، لأن 200 يوم ليست كافية لإجراء تدقيق شامل على ما يبدو، إلا أن الهتاف لاستراتيجية الاحتياطي من البيتكوين لا يزال مستمراً، لكن الحكومة لا يبدو أنها تخطط فعلياً لشراء البيتكوين، بل تفضل مصادرته من أماكن معينة.

الجميع ناقل للأموال

الأمر الأكثر أهمية هو أن كل واحد من المشاركين في الصناعة المذكورين أعلاه يعتمد بشكل كبير على تطور التكنولوجيا مفتوحة المصدر. بدون المصدر المفتوح، لن يكون من الممكن إجراء المعاملات على أي من هذه المنصات، ناهيك عن بنائها. أما بالنسبة لمطوري تقنيات المصدر المفتوح، فلا تبدو خطط الرئيس متفائلة، بل تبدو شديدة القسوة.

في يوليو، اعترف مطورا Samourai Wallet Keonne Rodriguez وWilliam Hill بالذنب في تهمة التآمر لتشغيل خدمة دفع أموال بدون ترخيص، ويواجهان عقوبة تصل إلى خمس سنوات في السجن الفيدرالي. وبعد أسبوع، أدانت هيئة المحلفين في المنطقة الجنوبية من نيويورك مطور Tornado Cash Roman Storm بنفس الجريمة.

جاءت هاتان القضيتان بعد مذكرة أصدرها نائب وزير العدل Todd Blanche في أبريل، والتي لاقت إشادة واسعة واعتُبرت نهاية لمحاولات وزارة العدل سن قوانين جديدة عبر الملاحقات القضائية، ودعت بوضوح الوزارة إلى عدم مقاضاة مطوري البرمجيات بسبب أفعال المستخدمين. وعلى الرغم من الإشادة، إلا أن المذكرة تركت مساحة كبيرة لمواصلة مثل هذه الملاحقات، وموثوقيتها تكاد توازي وعود إدارة ترامب بنشر قائمة Epstein.

منذ ذلك الحين، أصبح وضوح التنظيم بالنسبة للمطورين في أدنى مستوياته التاريخية. وبناءً على نتائج قضيتي Samourai Wallet وTornado Cash، قد لا يُتهم مطورو البرمجيات غير الوصائية بعدم وجود ترخيص لتحويل الأموال، لكن قد يُتهمون بنقل عائدات غير قانونية. فهل مطورو البرمجيات غير الوصائية يعتبرون ناقلي أموال معرضين للملاحقة الجنائية في الولايات المتحدة؟ تخمينك مثل تخميني.

لقد وضعت إدانة Roman Storm سابقة "مقنعة"، مما يعني أن أي شخص يبني أدوات غير وصائية قد يُتهم بجريمة فيدرالية حسب تقدير وزارة العدل.

إدخال "قانون الوطنية" إلى الأصول الرقمية

شهدت الأشهر القليلة الماضية اضطرابات كبيرة في تشريعات الأصول الرقمية. وعلى الرغم من أن "GENIUS Act" يحظى بتوقعات كبيرة، خاصة من أولئك الذين يرتدون البدلات (المحترفين في الصناعة) ومن يدفعون لهم (أصحاب المصالح)، إلا أنه فتح أيضاً الباب لتطبيق "قانون سرية البنوك"، وهو قانون يفرض مكافحة غسل الأموال ومتطلبات اعرف عميلك (KYC).

وبينما قام "GENIUS Act" رسمياً بتقنين بعض قواعد مصدري العملات المستقرة ضمن لوائح المؤسسات المالية، فقد طلبت وزارة الخزانة منذ ذلك الحين آراء الجمهور حول تطبيق الهوية الرقمية في ما يسمى بخدمات DeFi، وهو أمر مرتبط بـ"GENIUS Act"، وسيتطلب من مقدمي الخدمات غير الوصائية التحقق من بيانات هوية المستخدمين قبل تنفيذ المعاملات.

بشكل عام، ترى وزارة الخزانة أن هذه الإجراءات تتماشى مع أحد أوائل الأوامر التنفيذية لترامب بشأن "تعزيز قيادة أمريكا في مجال التكنولوجيا المالية الرقمية"، والذي يهدف إلى تعزيز "النمو والاستخدام المسؤول للأصول الرقمية وتكنولوجيا البلوكشين والتقنيات ذات الصلة"، والكلمة الأساسية هنا هي "المسؤول".

كشفت أول تقارير البيت الأبيض حول الأصول الرقمية الشهر الماضي أخيراً عن معنى هذا "النمو المسؤول"، حيث دعت الكونغرس إلى إنشاء فئة فرعية جديدة للأصول الرقمية ضمن "قانون سرية البنوك"، وطلبت من شبكة مكافحة الجرائم المالية النظر في الخطوات التالية لقواعد الخلاطات التي تم وضعها في عهد بايدن: هذا التشريع سيقضي تقريباً على أي إمكانية لخصوصية المعاملات، بما في ذلك استخدام عناوين جديدة غير خاضعة لـKYC.

إذا بدا لك هذا غير دستوري، لأنه في هذا البلد الشيفرة هي القانون، يؤسفني أن أخبرك أنه في المكان الذي نتجه إليه، لن نحتاج إلى دستور. معظم الأفكار التي يطرحها الرئيس تخضع لـ"قانون الوطنية"، وقد طلب البيت الأبيض من الكونغرس توسيعه ليشمل الأصول الرقمية بشكل خاص، و"قانون الوطنية" دائماً ما يتغلب على الدستور.

باختصار، قد تبدو فترة رئيس البيتكوين رائعة على الورق، لكن في الواقع، لم يكن بيئة تطوير البرمجيات في الولايات المتحدة عدائياً بهذا الشكل من قبل. إذا كانت إدارة ترامب تهدف حقاً إلى الوفاء بوعودها لمستخدمي البيتكوين، فعليها أن تغير المسار بشكل جذري.

حتى ذلك الحين، عندما تدعونا الحكومة "للعودة إلى الوطن" وبناء خدماتنا في عاصمة التشفير العالمية، يبدو أنه من الأفضل أن نكون حذرين، لأنك قد لا تتمكن من رؤيتها إلا من داخل زنزانة السجن.