ابتلاع 7% من العرض المتداول: كيف تعيد Bitcoin ETF تشكيل هيكلية العرض في السوق بهدوء؟

هناك قوة تعمل بهدوء تعيد تشكيل ديناميكيات العرض في السوق: صناديق تداول البيتكوين في البورصة (ETF). لقد استوعبت هذه المنتجات بالفعل 7% من إجمالي المعروض من البيتكوين، وإذا لم تكن تتابعها، فقد فاتك الجزء الأكثر أهمية من اللغز.

في هذه المقالة، سنستكشف بالتفصيل تدفقات رأس المال في صناديق ETF، ونحلل مؤشرات جديدة ومتطورة في طليعة تحليل تدفقات الأموال، لمساعدتك في قياس تأثير صناديق ETF، والتفكير في ديناميكيات السوق والسلوك البشري الذي تكشفه هذه التدفقات.

لنبدأ.

نظرة عامة على النقاط الرئيسية

• استيعاب كبير للعرض: تمتلك صناديق البيتكوين ETF العالمية حالياً أكثر من 1.4 مليون BTC، أي أكثر من 7% من إجمالي المعروض، مما يؤثر على الندرة واستقرار الأسعار.
• أنماط تدفق الأموال وعلم النفس: تعكس تدفقات الأموال اليومية والتراكمية سلوك المستثمرين، وتبرز الفرص للشراء عند تدفقات الخروج والبيع عند تدفقات الدخول.
• مؤشرات مخصصة للتحليل العميق: أدوات جديدة مثل فرق التدفق التراكمي، تقلب التدفق، ومتوسط ​​سعر التدفق المرجح توفر إشارات حول القمم، القيعان، وتكلفة المستثمرين الأساسية.
• توقعات صعودية طويلة الأجل: عدد البيتكوين الذي تشتريه صناديق ETF يتجاوز الكمية المستخرجة حديثاً، وهذا التحول الهيكلي قد يدعم ارتفاع الأسعار مستقبلاً.

عصر جديد في تبني البيتكوين

منذ إطلاقها في يناير 2024، أصبحت صناديق تداول البيتكوين في البورصة (ETF) في الولايات المتحدة قوة تغيير في نظام البيتكوين البيئي. تتيح هذه المنتجات المالية لكل من المستثمرين الأفراد والمؤسسات الكبرى التعرض للبيتكوين دون الحاجة إلى امتلاكه مباشرة. ونظراً لأن المعروض من البيتكوين ثابت عند 21 مليون عملة، فإن هذه الآلية لها تأثير كبير على ديناميكيات العرض والطلب.

ومع ذلك، يُقدر أن هناك ما بين 3 إلى 6 ملايين بيتكوين مفقودة بشكل دائم بسبب فقدان المفاتيح الخاصة، أو وفاة الحائزين، أو ظروف أخرى لا يمكن استردادها. وهذا يقلل من عدد البيتكوين المتداول فعلياً إلى حوالي 15 إلى 18 مليون عملة، وهو الحد الأقصى للمعروض.

في هذا السياق، تمتلك صناديق ETF حالياً أكثر من 1.4 مليون BTC، أي ما يعادل أكثر من 7% من الحد الأقصى للمعروض، أو ربما أكثر من 10% من المعروض المتداول، مما يوضح مدى أهمية هيمنتها المتزايدة.

الديناميكيات الفصلية والشهرية

دعونا نلقي نظرة عامة أولاً على صحة صناديق ETF.

إجمالي البيتكوين الذي تحتفظ به جميع صناديق ETF عالمياً تجاوز 1.4 مليون عملة. حتى وإن لم ينتهِ هذا الربع بعد، فقد استوعبت هذه الصناديق أكثر من 91,000 BTC. إنه ربع قوي، لا يتجاوزه سوى تدفقات رأس المال عند إطلاق أول صناديق ETF في نهاية العام الماضي والانتعاش بعد الانتخابات.

عند تقسيم التدفقات شهرياً، تصبح الصورة أكثر وضوحاً:

• من مايو إلى أغسطس 2025: تدفقات مستمرة، وسحب تدريجي للمزيد من البيتكوين من السوق.
• في أغسطس وحده تم استيعاب 41,000 BTC.
• عدد البيتكوين المستخرج يومياً: حوالي 450، أو حوالي 14,000 شهرياً.

ببساطة، تدفقات صناديق ETF هذا الشهر تجاوزت ثلاثة أضعاف المعروض الجديد الذي يدخل النظام من المعدنين. هذا السلوك في الاستيعاب يؤدي إلى تضييق السيولة المتاحة، مما يضع ضغطاً تصاعدياً مستمراً على الأسعار، وربما يفسر لماذا كنا نصعد تدريجياً إلى مستويات عليا حتى الآن.

تحليل تدفقات الأموال

رأس المال التراكمي

من منظور التدفقات التراكمية لصناديق ETF، بلغ صافي التدفقات منذ يناير 2024 مبلغاً مذهلاً قدره 54 مليار دولار. الاتجاه العام هو "ارتفاع مستمر"، مع توقفات قصيرة فقط، مما يدل على استمرار تدفق رأس المال السلبي.

فرق التدفق التراكمي

واحدة من أكثر المؤشرات المخصصة التي توفر رؤى من هذه البيانات هي فرق التدفق التراكمي، وهو مؤشر متذبذب يقيس انحراف تدفقات صناديق ETF عن اتجاهها طويل الأجل. يأخذ هذا المؤشر في الاعتبار الأيام غير التداولية (مثل عطلات نهاية الأسبوع) من خلال ترحيل القيم للأمام، ويطبق متوسطاً متحركاً لمدة 75 يوماً لتنعيم البيانات وتجنب الضوضاء الزائدة. الفرق هو الفارق بين تدفق الأموال اليومي وهذا المتوسط، مما يبرز تسارع أو تباطؤ صافي تدفقات الأموال.

تشير بيانات ما بعد مارس 2024 إلى أنه عندما يكون فرق التدفق التراكمي أعلى من +8، فهذا يدل على أن الأسعار المحلية مرتفعة، وأن تدفقات الأموال تتجاوز المستويات الطبيعية، وأن معنويات السوق المحلية مرتفعة. أما عندما يقترب الفرق من الصفر أو يصبح سلبياً، فهذا يشير إلى قيعان، وقد تكون هناك فرص استثمارية مقومة بأقل من قيمتها. في جوهره، يقوم هذا المؤشر بتحويل سلوك المستثمرين الأفراد إلى بيانات كمية ويشجع على اتخاذ مواقف معاكسة.

تدفقات الأموال اليومية

عند مراقبة تدفقات صناديق ETF اليومية عن كثب، نجد أنها تتماشى مع حركة سعر البيتكوين. خلال فترات الصعود، تهيمن التدفقات الداخلة، بينما خلال التصحيحات، تزداد التدفقات الخارجة. هذا الارتباط واضح: المستثمرون الأفراد، الذين يشكلون الغالبية في صناديق ETF، يظهرون سلوك "الشراء عند الصعود والبيع عند الهبوط". يندفعون للشراء عند القمم بسبب الخوف من فوات الفرصة (FOMO)، ويبيعون عند القيعان بسبب الخوف وعدم اليقين والشك.

في فبراير 2025، حدثت أكبر تدفقات خارجة عندما انخفض البيتكوين من 100,000 دولار إلى 83,000 دولار، أي بنسبة 17%، مما أدى إلى موجة بيع بدافع الذعر. وعلى العكس، في نوفمبر 2024، خلال انتعاش البيتكوين من 70,000 دولار إلى 90,000 دولار، حدثت أكبر تدفقات داخلة. هذه الأنماط تجسد مبادئ التمويل السلوكي في الوقت الفعلي، مثل سلوك القطيع وكراهية الخسارة.

من منظور تعليمي، توفر هذه البيانات استراتيجية معاكسة:

• الشراء بكثافة في أيام التداول الحمراء ذات التدفقات الخارجة الكبيرة.
• تقليل الشراء في أيام التداول الخضراء ذات التدفقات الداخلة الكبيرة.

قد تكون الأمور بهذه البساطة.

تقلب التدفق

طبقة أخرى من التحليل قمت بها هي تقلب التدفق، الذي يتتبع مدى تقلب التدفقات اليومية مقارنة بالمتوسط ​​التاريخي. تشير المناطق الحمراء في الرسم البياني أدناه إلى تقلبات عالية، وغالباً ما تتزامن مع تقلبات كبيرة في الأسعار.

من المثير للاهتمام، أنه خلال الانخفاض الأخير بمقدار 10,000 دولار من أعلى مستوى تاريخي، ظل التقلب منخفضاً نسبياً. هذا يعكس نضج البيتكوين: ما كان يُعتبر "انهياراً" في السابق أصبح الآن مجرد تقلب روتيني. قبل 3 إلى 5 سنوات، كان من الممكن أن تؤدي تحركات مماثلة إلى انخفاض السعر إلى النصف؛ أما اليوم، ومع تجاوز القيمة السوقية 2 تريليون دولار، فإن مثل هذه التقلبات ليست سوى حدث عابر.

متوسط ​​سعر التدفق المرجح (FWAP)

ربما يكون المؤشر الأكثر ابتكاراً هو متوسط ​​سعر التدفق المرجح (FWAP)، وهو مؤشر تجريبي يوزن سعر البيتكوين يومياً بناءً على تدفقات صناديق ETF. يحسب هذا المؤشر مجموع حاصل ضرب السعر والتدفق ومجموع التدفقات التراكمية المتناقصة، مع التركيز على النشاط الأخير ليعكس معنويات حاملي الأسهم الحاليين.

بدأت أعتبر هذا بمثابة "سعر التحقيق" الخاص بصناديق ETF—وهو حجر الزاوية في تحليل السلسلة، ويمثل متوسط ​​سعر آخر انتقال لكل رمز. وبالمثل، يحاول FWAP تقدير متوسط ​​تكلفة المستثمرين، ولكن لمستثمري صناديق ETF.

حالياً، يبلغ متوسط ​​سعر التكلفة 105,000 دولار، وهو قريب جداً من سعر التحقيق لحاملي الأسهم على المدى القصير. هذا يشير إلى أنه حتى خلال هذا التصحيح، قد يكون حاملو صناديق ETF لا يزالون في وضع الربح. وتظهر البيانات التاريخية الحديثة أنه عندما ينخفض ​​السعر إلى ما دون هذا المستوى، تحدث عمليات بيع بدافع الذعر، مما يشير إلى قيعان محلية في ظل تشاؤم شديد.

يمتد إمكانات هذا المؤشر إلى مجال المشتقات أيضاً، مثل مؤشرات التذبذب والمخاطر المستندة إلى FWAP، لذلك سأواصل تطوير هذه المؤشرات في الأسابيع المقبلة. ولكن حتى الآن، فإنه يوفر منظوراً فريداً لفهم أساس تكلفة المؤسسات/الأفراد، وهو أمر لم أجده في أي مكان آخر.

إشارات صعودية من تضييق العرض

من منظور أكثر شمولية، من الواضح أن صناديق ETF تستوعب البيتكوين بشكل هيكلي وبوتيرة تتجاوز الإنتاج من التعدين، مما يعيد تشكيل مشهد العرض من الأساس. هذا "الاستيعاب" على المدى الطويل هو إشارة صعودية، لأنه يقلل من كمية البيتكوين المتاحة للتداول الفوري.

لكن هذا لا يعني أنه "سيستمر في الارتفاع إلى الأبد". من تدفقات الأموال، نرى بوضوح أنه عندما تنخفض الأسعار، يكون المستثمرون أيضاً على استعداد لبيع عملاتهم (أو أسهمهم). لذلك، هذا جانب سأراقبه عن كثب.

تكشف هذه البيانات أيضاً عن بعض الرؤى المفاجئة. على الرغم من أن صناديق ETF تستوعب كميات كبيرة من البيتكوين بهدوء، إلا أن بيانات التدفقات توفر نافذة رائعة لمراقبة علم النفس البشري. المؤشرات الناشئة التي نوقشت هنا تمثل طليعة تحليل البيتكوين القائم على التدفقات، وستصبح بلا شك أدوات رئيسية في استراتيجياتي المستقبلية.

وبالوتيرة الحالية، ومع تطور السوق، ستزداد أهمية هذه الصناديق والمؤشرات التي تتبعها أكثر فأكثر.