عادت ميدتشينز، إحدى أوائل منصات تداول الأصول الافتراضية المرخّصة في الإمارات، للظهور في دبي تحت إشراف هيئة تنظيم الأصول الافتراضية (ڤارا)، وذلك بعد إغلاق فصلها في سوق أبوظبي العالمي (ADGM).
وبحسب السجل العام لڤارا، حصلت Midchains FZE على ترخيص مزوّد خدمات الأصول الافتراضية (VASP) بتاريخ 29 أبريل 2025، ما يخولها تقديم خدمات الوساطة والتعامل (Broker-Dealer Services). ويقتصر الترخيص على التعامل مع المستثمرين المؤسسيين والمستثمرين المؤهلين فقط، فيما يقع مقر الشركة في مركز دبي التجاري العالمي.
من أبوظبي إلى دبي
تأسست ميدتشينز في سوق أبوظبي العالمي بتاريخ 19 ديسمبر 2019 تحت اسم MidChains Limited. وفي 4 مارس 2025، غيّرت الشركة اسمها رسميًا إلى Ousoul Assets Custodian and Trading Facilities Limited، ولا تزال مرخّصة في أبوظبي حتى ديسمبر 2025.
وقبل ذلك بأسابيع، وتحديدًا في 14 فبراير 2025، تم تعيين مجلس إدارة جديد، فيما استقال المؤسس الشريك باسل العسكري من منصبه. وقد مثل هذا حدثًا مهمًا في انتقال الملكية والسيطرة على الكيان في أبوظبي.
وفي 25 أبريل 2025، صرّح العسكري لموقعنا قائلاً: “لقد قمنا ببيع كياننا المرخّص في سوق أبوظبي العالمي، ونحن ممتنون للدعم من هيئة تنظيم الخدمات المالية وADGM على مدى السنوات الست الماضية. ميدتشينز متحمّسة لبدء فصلها الجديد مع انتقالها للعمل على البرّ (Onshore). ترقبوا المزيد من الإعلانات قريبًا”.
ميدتشينز في دبي
عادت العلامة التجارية MidChains للظهور من جديد في دبي من خلال Midchains FZE، التي حصلت على ترخيص من «ڤارا» في أبريل 2025. ويُمثّل الكيان الجديد في دبي استمرار اسم ميدتشينز، ولكن ضمن إطار تنظيمي مختلف يركّز حصريًا على المستثمرين المؤسسيين والمستثمرين المؤهلين.
أدوار متكاملة بين أبوظبي ودبي
في سوق أبوظبي العالمي، اتخذت المنصات المرخّصة مسارات مختلفة. فـ Matrix لا تزال مدرجة في السجل، لكنها تبدو شبه خاملة، في حين غيّرت M2 استراتيجيتها مؤخرًا لتخدم فئة الأفراد ذوي الثروات العالية جدًا (UHNW) والعملاء المؤسسيين. أما BurjX، أحدث المرخّصين، فهي تعمل حاليًا بالفعل بخدمات الوساطة والحفظ، وتُعتبر لاعبًا رئيسيًا يُرتقب أن يقود النشاط في المنظومة.
ورغم أن سوق أبوظبي العالمي كان محورياً في ترسيخ مصداقية الإطار التنظيمي وجذب المؤسسات المالية، إلا أن أنشطة التداول لم تتوسع بالوتيرة نفسها التي شهدتها دبي. فقد اتجهت عدة شركات في أبوظبي نحو خدمات الحفظ وحلول إدارة الثروات، فيما برز الإطار التنظيمي في دبي تحت مظلة «ڤارا» كمركز أكثر وضوحًا للتداول النشط. ولا يعكس ذلك ضعفًا بقدر ما يبرز الأدوار المكمّلة بين الولايتين: إذ يشكل سوق أبوظبي العالمي قاعدة للثقة المؤسسية والامتثال، بينما تقود ڤارا في دبي النشاط السوقي ونمو المنظومة.
إرث منقسم
من خلال هذه التطورات، انقسم مسار ميدتشينز إلى خطين متوازيين:
- “أصول” في سوق أبوظبي العالمي، تحت ملكية وهوية جديدتين.
- Midchains FZE في دبي، التي تواصل العلامة التجارية تحت إشراف “ڤارا”
ويعكس هذا المشهد ديناميكيات أوسع في السوق. فقد اعتمدت شركات عالمية مثل بينانس أيضًا هيكلًا مزدوجًا بين الولايتين، إذ تحتفظ بأنشطة الحفظ والخدمات المؤسسية في أبوظبي، فيما تدير أنشطة التداول من دبي. أما بالنسبة لـ ميدتشينز، فيمثل الانتقال تحوّلًا واضحًا: كيان تمّت إعادة هيكلته وبيعه في أبوظبي تحت اسم “أصول”، مع بروز جديد للعلامة التجارية في دبي ضمن المنظومة التنظيمية للبلاد.
