انخفض سعر البيتكوين إلى 112,828 دولارًا أميركيًا في 22 أغسطس، مسجلًا تراجعًا بنسبة 1.4% خلال اليوم، وذلك في ظل تباطؤ طلب التجزئة وتراكم المستثمرين بهدوء.
ويُلاحظ أن السعر يتراجع الآن بنسبة 9.3% عن ذروته البالغة 124,128 دولارًا أميركيًا التي سجّلها في 14 أغسطس، كما انخفض بنسبة 6% خلال الشهر. وإلى جانب ذلك، هبط حجم التداول الفوري اليومي بنسبة 23.9% ليصل إلى 31.58 مليار دولار أميركي، مما يعكس تباطؤًا واضحًا في نشاط التداول ويشير إلى ضعف الزخم العام.
ولا يقتصر التراجع على التداول الفوري فحسب، بل يشمل أيضًا نشاط المشتقات. فبحسب بيانات سوق Coinglass، ارتفعت الفائدة المفتوحة بنسبة طفيفة بلغت 0.3% لتصل إلى 81.43 مليار دولار أميركي، في حين انخفض حجم العقود الآجلة بنسبة 16.7% إلى 66.17 مليار دولار أميركي. ويُظهر هذا الاتجاه أن المتداولين يتوخون الحذر، مفضلين الاحتفاظ بمراكزهم بدلًا من تصفيتها.
وفي السياق ذاته، كشف محلل CryptoQuant، مارتن، في منشور على منصة X بتاريخ 21 أغسطس، أن طلب التجزئة تراجع بنسبة 5.7% خلال الأسبوع الماضي. وقد وصف مارتن صغار المستثمرين بـ”السياح” الذين ينسحبون بسرعة عند حدوث تقلبات سعرية، محذرًا من أن إعادة اختبار بيتكوين لمستوى 112,000 دولار مرتين في فترة قصيرة قد يضعف هذا الدعم ويمهد لخسائر أكبر.
وعلى الجانب المقابل، يبدو أن كبار المستثمرين أو ما يُعرف بـ”الحيتان” يتخذون موقفًا معاكسًا. إذ أشار موقع Caueconomy، المساهم في CryptoQuant، في تحليل نُشر في 22 أغسطس، إلى أن الحيتان اشترت أكثر من 16,000 بيتكوين خلال الأيام السبعة الماضية. وتجدر الإشارة إلى أن تراكمًا مشابهًا سُجّل في وقت سابق من هذا الشهر سبقه انتعاش قصير، مما يوحي بأن بعض المستثمرين ينظرون إلى المستويات الحالية كفرصة للشراء.
أما المستثمرون قصيرو الأجل، الذين دخلوا السوق بين مستويات 113,000 و120,000 دولار، فيعانون حاليًا من خسائر طفيفة، وفقًا لبيانات Glassnode المنشورة في 21 أغسطس. وتُظهر الأرقام أن نسبة أرباحهم من الإنفاق إلى الإنتاج تتراوح بين 0.96 و1.01. وبالعودة إلى الماضي، فإن القيعان المحلية غالبًا ما كانت تتشكل عند انخفاض هذه النسبة إلى حدود 0.9، ما يشير إلى استسلام أعمق. وهذا يعني أن الوضع الحالي ربما يعكس المراحل الأولى من إعادة ضبط محتملة للسوق، دون تأكيد وصوله إلى القاع بعد.
وعلى صعيد التحليل الفني، يختبر البيتكوين حاليًا الحافة السفلية لمؤشر بولينغر باندز، وهو ما يشير عادةً إلى حالة من ذروة البيع، ولكنه قد يكون أيضًا مؤشرًا على ارتفاع مستوى التقلب. كما أن مؤشر القوة النسبية عند مستوى 42 يبقى محايدًا لكنه في مسار هبوطي، في حين تُظهر مؤشرات الزخم الأخرى إشارات سلبية، مثل تقاطع الماكد إلى الأسفل، إضافةً إلى استمرار الضغط الناتج عن المتوسطات المتحركة قصيرة الأجل (10-50 يومًا).
ورغم هذه المؤشرات السلبية، لا تزال المتوسطات المتحركة طويلة الأجل (100 و200 يوم) داعمة للاتجاه الصعودي العام للبيتكوين. كما أن بعض مؤشرات التذبذب، مثل مؤشر ويليامز النسبي ومؤشر القوة النسبية العشوائي، تلمّح إلى احتمالية حدوث انتعاش قصير الأجل.
وبناءً على ذلك، إذا واصل المستثمرين عمليات التراكم وتمكن البيتكوين من الحفاظ على مستوى الدعم عند 112,000 دولار أميركي، فقد ينجح في التعافي باتجاه 118,000 دولار. أما في حال كسر هذا الدعم، فقد يتجه نحو المنطقة الحاسمة التالية بين 105,000 و108,000 دولار أميركي.
