يدخل متداولو البيتكوين في مواجهة محفوفة بالمخاطر قبيل الخطاب المرتقب لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في ندوة جاكسون هول يوم الجمعة. ومع تضارب مؤشرات الاقتصاد الكلي وتباين معنويات المستثمرين، لا يزال التحيز الاتجاهي للأسهم والعملات الرقمية الأميركية غير واضح.
قدّم تقرير مؤشر أسعار المستهلك لشهر يوليو، الصادر في وقت سابق من هذا الشهر، إشارة صعودية مع آمال بخفض أسعار الفائدة، مما دفع سوق العملات الرقمية إلى ارتفاع دفع البيتكوين إلى أعلى مستوى له على الإطلاق في الأسبوعين الأولين من أغسطس. إلا أن إصدار بيانات مؤشر أسعار المنتجين اللاحق أثار مخاوف التضخم، مما زاد من الغموض حول ما إذا كان الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة هذا العام، بما في ذلك الشهر المقبل.
انخفض سعر البيتكوين بنسبة 8% من أعلى مستوى له على الإطلاق في 14 أغسطس، والذي بلغ حوالي 124,128 دولارًا أميركيًا، إلى 114,170 دولارًا أميركيًا، بعد انخفاض حاد خلال الأيام السبعة الماضية، وفقًا لبيانات CoinGecko. وعلى الرغم من اقتراب سعر البيتكوين من مستويات قياسية، فإن “السوق يُقدّر احتمال خفض سعر الفائدة في اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في سبتمبر بنسبة 85% تقريبًا”، وفقًا لجون هار، المدير الإداري في سوان بيتكوين، لموقع ديكريبت. وأضاف هار: “من المرجح أن يُبقي باول تصريحاته محايدة نسبيًا لإبقاء خياراته مفتوحة”.
بينما يظل متداولو السندات مُصرّين على أن الخفض سيأتي في سبتمبر، فقد أدى هذا الغموض إلى انقسام توقعات المستثمرين ومراهناتهم في سوق المشتقات. وقال آدم تشو، كبير الباحثين في GreeksLive، وهي منصة لتداول الخيارات، لموقع ديكريبت: “كانت التداولات الصعودية والهبوطية مُتقاربة”. وأوضح أن “التقلب الضمني قصير الأجل انخفض حتى مع حجم التداول الملحوظ”، مشيرًا إلى أن “المستثمرين المؤسسيين ليسوا مُتفائلين جدًا بأن هذا الاجتماع سيُحدث تقلبات كبيرة”.
ويظل رد فعل السوق متوقفًا على نبرة باول. فقال جيمس جيرنيتزكي، المدير المالي في إكسودس، لموقع ديكريبت: “من الواضح أن العديد من المستثمرين يأملون في خفض أسعار الفائدة”. وأضاف أن المستثمرين ينبغي عليهم “الانتباه إلى نبرته – فهذا لا يقل أهمية عن التفاصيل”، حتى وإن لم يتضح قرار سعر الفائدة إلا بعد صدور البيانات المستقبلية.
من جهته، أوضح جيري أوشيا، رئيس قسم رؤى السوق العالمية في هاشدكس، لموقع ديكريبت، أن أصول البيتكوين والعملات الرقمية تتأثر بظروف السيولة العالمية، ومن المتوقع أن تستجيب بشكل إيجابي لأي إشارة إلى أن الاحتياطي الفيدرالي سيواصل نهجه الحذر. ومع ذلك، قد يؤدي النهج المتشدد إلى تجدد عمليات بيع الأسهم والعملات الرقمية.
وعلى الرغم من ذلك، قدم جيرنيتزكي وجهة نظر مختلفة، مؤكدًا أن دورة سوق العملات الرقمية الحالية “غير نمطية بسبب الرياح التنظيمية المواتية والاعتماد المؤسسي”، مما “قد يخفف من وطأة موقف باول المتشدد”. وكرر أوشيا هذا الرأي، مشيرًا إلى أن أي قرار سلبي قصير الأجل بشأن الأسعار لن يؤثر على حالة الاستثمار طويلة الأجل في العملات الرقمية، بدعم من التبني المؤسسي والسياسة المواتية من البيت الأبيض.
