رفع جاستن صن، مؤسس شركة ترون، دعوى قضائية فيدرالية ضد بلومبرغ، زاعمًا أن عملاق الإعلام يخطط لانتهاك وعوده بالحفاظ على السرية من خلال نشر معلومات مفصلة عن ممتلكاته من العملات الرقمية، مما قد يعرضه “لخطر كبير من السرقة والاختراق والاختطاف والأذى الجسدي”.
وقد مُنحت الدعوى، المرفوعة يوم الاثنين في محكمة ديلاوير الفيدرالية، هدفًا واضحًا يتمثل في منع بلومبرغ من الكشف عن مبالغ محددة من العملات الرقمية التي قدمها صن فقط للتحقق من الثروة من أجل إدراجه في مؤشر المليارديرات الخاص بالشركة. ويؤكد صن في دعواه أن بلومبرغ وعد بالحفاظ على “سرية تامة” لهذه المعلومات، وأن أي خرق لذلك قد يكون له عواقب خطيرة على أمانه الشخصي وأمواله الرقمية.
وتسعى الدعوى، التي أبلغت عنها لأول مرة باحثة العملات الرقمية مولي وايت، إلى إصدار أوامر قضائية مؤقتة ودائمة تمنع بلومبرغ من نشر تفاصيل ممتلكاته من العملات الرقمية. ويشير الملف القانوني إلى أن معاملات العملات الرقمية “لا رجعة فيها”، وأنه “في حال تعرض المدعي للإكراه أو الاختراق أو الاحتيال وسرقة أمواله، فلن يكون هناك أي سبيل للانتصاف”.
ويُذكر أن الصحفي في بلومبرغ، موياو شين، تواصل مع فريق صن في فبراير 2025 لإدراجه في مؤشر المليارديرات، الذي يُصنّف أغنى 500 شخص في العالم، وفقًا للشكوى. وقد تردّد صن في البداية بسبب مخاوفه المتعلقة بممتلكاته الكبيرة من العملات الرقمية، لكنه وافق بعد تلقيه ما وصفه بضمانات صريحة بأن معلوماته المالية ستبقى سرية.
وفي تعليق على القضية، صرح ديفيد جو، المستشار العام لبنك إل، لموقع ديكريبت: “عمليًا، يمكن لجاستن أن يُقدّم لبلومبرغ دليلًا على صافي ثروته دون معرفة مسبقة، ودون الكشف عن عناوينه أو مناصبه”. وأضاف جو أن “الديمقراطيات الحديثة تُقدّر حق الجمهور في المعرفة، خاصةً عندما تكون الشؤون المالية للشخصيات البارزة مرتبطة بقضايا تتعلق بالثقة العامة”، لكنه شدّد على أن “البيانات المالية حساسة بشكل فريد، والإفصاح يجب أن يكون هادفًا ومتوازنًا مع الأمن والخصوصية والمصالح التعاقدية”.
وأفادت التقارير أن توم سلون، صحفي بلومبرغ، أبلغ فريق صن في محادثة آمنة عبر تيلغرام أن ملفات عناوين المحفظة “لن تخرج من مكتبنا، وأن الأشخاص الوحيدين الذين يمكنهم الوصول إليها هم فريقي والمهندسون الذين يديرون واجهة برمجة التطبيقات”. من جهتها، شددت مجموعة صن على حساسية البيانات وكتبت: “جميع المعلومات المشتركة داخل المجموعة سرية للغاية ولأغراض التحقق فقط”.
هذا ويشير النص القانوني إلى أن نشر تفاصيل ممتلكات صن من العملات الرقمية يختلف عن الطريقة التي تتعامل بها بلومبرغ عادةً مع معلومات مليارديرات آخرين، حيث تُقدّم ممتلكاتهم الرقمية عادةً على شكل مبالغ إجمالية أو بناءً على تصريحات عامة. ويحذر الفريق القانوني لصن من أن الكشف عن مبالغ محددة من العملات الرقمية قد يُمكّن الجهات الخبيثة من تحديد عناوين محفظته عبر “تقنيات تجميع العناوين” التي تحلل أنماط المعاملات الرقمية.
كما تشير الدعوى القضائية إلى تغطية بلومبرغ لما يُسمى بـ”هجمات رينتش”، وهي عنف جسدي يُستخدم لإجبار ضحايا العملات الرقمية على تحويل أموالهم، مشيرة إلى أن “ظهور المحفظة أمام الجمهور يزيد من خطر هذه الهجمات”. وفي هذا السياق، سجّل العام الحالي وحده 51 هجومًا عالميًا، شملت عمليات اختطاف في فرنسا وأوغندا، حيث تعرض الضحايا للأذى الجسدي وأُجبروا على تحويل مبالغ كبيرة تحت التهديد.
وفي ضوء هذه المخاطر، تؤكد الدعوى أن بلومبرغ أكدت نيتها نشر المعلومات “قريبًا”، مما دفع شركة صن للمطالبة بمحاكمة أمام هيئة محلفين، إضافة إلى تكاليف المحكمة وأتعاب المحاماة في القضية.
